"تطور الأوضاع في سوريا و انعكاساتها على العراق و المنطقة"

  • نشره :

  • 25 - 01 - 2014
  • 5469
تعد القضية السورية من القضايا المهمة والحساسة ليس فقط على الصعيد الاقليمي وانما على الصعيد العالمي فهي اضحت محطة اختبار للقوى الدولية وقدرة كل طرف من الاطراف على تحقيق ارادته في هذا الملف ولذا وحتى مع صدور القرار القاض بنزع الاسلحة السورية لا يعني ذلك انتهاء الازمة بقدر تحويل مساراتها في ظل تراجع القدرات الامريكية والتهديدات غير الواقعية بتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا ، ومن ثم فان تلك الازمة اثبتت علو كعب الدبلوماسية الروسية بمقابل انكفاء وتراجع اوربي – امريكي . ستتضمن الورقة المحاور الآتية:

الطائفية السياسية.

خطط تفكيك وأعادة تركيب دول المنطقة ( الشرق الأوسط).

واقع المنطقة اليوم.

تطورات الوضع السوري.

انعكاسات التطورات السورية على العراق

مسارات الحل الامريكي- الاوربي لتطور الأوضاع في سوريا.

القرار(2118) وتغيير مسار الازمة السورية

 

الطائفية السياسية الدينية:

قبل الولوج في دراسة القضية السورية, لابد من الإشارة إلى مسألة مهمة هي أن الطائفية السياسية ( الدينية) هي المتحكم الاساس في التطورات التي تحكم المنطقة, ولا يمكن تفسير سلوك أي طرف من الأطراف بعيدا عن هذا العامل المهم وهو ما تراهن عليه الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل في خلق الفوضى في المنطقة بدلا من أن تشن حروبا مباشرة على هذه الدول المستهدفة , يصفها في ذلك مجموعة من الادوات و المناخ العام، فالمذهبية السياسية كانت موجودة وكامنة ولكن مغلفة بغلاف أو خطاب قومي (عربي) أو (الاسلام السني) إن جاز القول.

ومن ثم اضحت عملية التغيير أو ( الأصلاح) للأنظمة السياسية التي كانت قائمة من قبل الحركات السياسية الطائفية (السنية) هي التي تطمح للتغيير ومن خلال الدين طبعا كونها هي الوحيدة الموجودة على الساحة السياسية منذ ايام المعارضة وكون هناك بؤرة تغذي هذه الجماعات وتدعمها وتحديدا من قبل المنظومة الخليجية.([1])

اولاً - خطط تفكيك و أعادة تركيب دول المنطقة (الشرق الأوسط):-

في عام 1980 طرح  بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس جيمي كارتر تصوره بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بصورة تغاير ماقررته اتفاقية (سايكس بيكو), من خلال جعل المنطقة بؤرة أزمات وحروب مستمرة.

واستكمالا لتلك الفكرة ظهر المستشرق المتخصص في التاريخ الإسلامي والطوائف الإسلامية والمهتم باللغة العربية اليهودي (برنارد لويس) وقدم مشروعه الى الإدارة الأمريكية الذي يتضمن تقسيم الشرق الأوسط وفق العرق والدين, وبالفعل وافق الكونغرس الأمريكي على تقسيم الشرق الأوسط وفق العرق والدين وتم أدراج الخطة ضمن السياسة المستقبلية للولايات المتحدة عام 1993.                        

و يرى المراقبون أن بداية تنفيذ هذه الخطة عمليا بدأ عام 2006 وتم التبشير به من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية أنذاك (كوندا ليزا رايس) و رئيس الوزراء الإسرائيلي (أولمرت) بأن المشروع سيكون ارتكازه من لبنان.

و الذي يتضمن خلق (قوس الأزمات) اي قوس من عدم الاستقرار والفوضى و العنف يمتد من لبنان وفلسطين وسوريا الى العراق و إيران وحدود أفغانستان تنفيذا لمبدأ (الفوضى الخلاقة). وهذا ما بدأ بالاعتداء على لبنان وبمباركة أمريكا.[2]

وهناك من يرجح أن العراق وفق الدستور الموضوع و البيئة الإقليمية الراهنة متجه نحو التقسيم الفدرالي الثلاثي المعروف.

ووفقا لهذه الخطة فأن خارطة الطريق الأمريكية البريطانية العسكرية تصل الى دول آسيا الوسطى عبر الشرق الأوسط و أفغانستان وباكستان للوصول الى الجمهوريات السوفيتية السابقة لتكون وسط آسيا نقطة الاقتراب من روسيا او كما يسمى جيوبولوتيكيا (الخارج القريب الروسي).

أن البيئة الداخلية المشجعة لحصول هذا التغيير هو الركود الثقافي الذي تعاني منه المنطقة و إعادة الحقوق للمجموعات السكانية المضطهدة وهم الأكراد و الشيعة والبلوش والبهائيين والإسماعيليين وغيرهم من الأقليات او الجماعات الأخرى بحسب توزيعهم السكاني في دول المنطقة.

وفي كتاب(( رقعة الشطرنج الكبرى : التفوق الأمريكي و ضروراته الجغرافية الاستراتيجية)) لبرجنسكي, يرى أن أساس الهيمنة الأمريكية يكمن في (يلقنة الداخل) تلك الدول التي تعاني من أزمات عدم الاندماج و غياب الديمقراطية ومن ثم تتيح المحيط الخارجي مساحة التدخل وتهدئة عدم الاستقرار وتكون غنيمة (جيوسياسية) للولايات المتحدة الأمريكية.([3])

أن الرغبة الرئيسية هو تحويل دول المنطقة الى دول بالأسم فقط وجعلها منطقة (برميل بارود) قابلة للأنفجار في أي لحظة من خلال التغطية الأعلامية والنفسية للعداء بين الطوائف والمذاهب والقوميات تماشيا مع توجهات دول اقليمية في السعودية وتركيا وبما يخدم المصالح الأمريكية والبريطانية والإسرائيلة.([4])

ثانياً :  واقع المنطقة اليوم

لذا فأن المنطقة اليوم تعيش حراكا وتحشيدا وحروبا غير معلنة ومعلقة و احيانا أخرى تخوفاً مما هو قادم , في ظل معطيات سباق التسلح حيث وصلت 66% من تجارة السلاح العالمي لدول الخليج العربية لعام 2011.

و نشر لمنظومة الدفاع الصاروخي على الحدود التركية الأيرانية ومنطقة الخليج العربي.

رغبة في وضع المنطقة بين (تركيا- سعودية) او (تركيا- قطرية).

ولتكون سوريا هي البديل عن لبنان في احتقان المنطقة ليس اقليميا بل بأقحام اطراف دولية على أعتبار أنها مهيأة لدخول الجماعات المتشددة الى الداخل السوري.

 

 

تطورات الوضع السوري    - 1

من خلال المخطط يتضح التركيبة السورية وكسبها حسب الرؤية الأمريكية تحديدا. وسوريا بواقع الأمر كان من المنطقي أن تشملها عملية التغيير شأنها شأن باقي دول المنطقة و اتساقا مع الشعار الذي رفعته الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها راعية اليوم للسلفية الجهادية ((أن المشاركة في حرب عسكرية مقدسة أو الجهاد هي أفضل الوسائل لإنهاء الانظمة "الكافرة")) وبالتالي تشيح الولايات المتحدة الأمريكية وتفسح المجال لهم بأن يسقطوا تلك الأنظمة وتطبق الشريعة الإسلامية وفق تفسيرهم. وهذا ما حصل في ليبيا على الأقل باعتبار أنه جاء بعمل عسكري ودعم من قبل حلف الناتو.

منذ آذار 2011 وحتى الأشهر التسعة الأولى في سوريا قامة الشعب السوري بتظاهرات وشعارات ومطالبات بالإصلاح وحتى تنظيم القاعدة لم يصدر بيانا واحدا طيلة تلك المدة حول تطورات الوضع في سوريا حتى خريف 2012 وتشكيل (الجيش السوري الحر ) والفتاوى والدعوات للانضمام والمشاركة بل وصلت إلى الصدام بالسلاح وبدأت الدعاوى من قبل أبو منذر الشنقيطي, د. أكرم حجازي, و أبو مارية الشامي , وأبو سعد العاملي, وأبو محمد الطحاوي وأبو الزهراء الزبيدي وكتائب عبد الله عزام للاستعداد للحرب ومن ثم عمليا أخترق (الجهاديون) الثورة السورية وبدأت مؤسسة (المنارة البيضاء) للإنتاج الإعلامي بأعلان تشكيل جديد أطلق عليه ((جبهة النصرة )) يقوده أبو محمد الجولاني.

وتضم الكثيرمن السوريين حتى بعض المقاتلين الذين كانوا في العراق ممن يدينون بالولاء لأبو مصعب الزرقاوي ويقدر عدد المقاتلين الموجودين مابين (1500-2000) مقاتل الى جانب الجيش الحر الذي لا يعلم حقيقة تعداده لكن المزاعم تقول هو(100,000) مئة ألف , وبدأت عمليات شاملة تضرب المواقع الحكومية والجيش السوري النظامي , ولا تزال العمليات مستمرة ([5]).

أما على الجانب السياسي فلا تزال المعارضة منقسمة على نفسها في هذا الجانب , فالمجلس الوطني السوري الذي يضم أغلب فصائل المعارضة لا يزال مقسم هو الآخر ويحاول أن يجمع باقي الفصائل من خلال مؤتمر تم تاسيسهُ في قطر يحوي ثلث أعضاء من التيارات المتشددة (ألاخوان المسلمون) وتم أنتخاب الهيئة العامة المكونة من (41) عضو و بأنتظار انتخاب المكتب السياسي ورئيسا له.

والذي من المؤمل أن يحظى بعد الاجتماع باعتراف (100) دولة ويحصل على موازنة مالية من الدول الداعمة.

وهناك مبادرة تتبناها الولايات المتحدة لتوحيد المعارضة في قيادة موحدة من36 عضو بقيادة رياض سيف وتشكيل حكومة (المنفى) وعقد مؤتمر في سوريا في الأراضي التي هي خارج السيطرة الحكومية , خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء البريطاني إلى مخيمات اللاجئين في الأردن (الزعتري) وتأكيده على ضرورة إعادة بناء المعارضة.

2- انعكاسات التطورات السورية على العراق :

أما عراقياً فالتحصين واتخاذ الإجراءات الاحترازية مسألة في غاية الأهمية ليس فقط في القضايا الأمنية واللوجستية والعسكرية الحدودية فحسب بل حتى سياسيا من قبل الإطراف الفاعلة والتي قد تندفع مع رياح التغيير في سوريا اذا ما حصلت لتدمير الداخل العراقي والحصول على ضرب من المكاسب السياسية كونهم سيعيدون حالة عدم الاستقرار الأمني في الداخل العراقي.

فمنذ بدء الاعتصامات السلمية في المحافظات الغربية بدأت محاولات تنظيم القاعدة للنفاذ الى داخل تلك الاعتصامات ومن ثم قيادتها نحو التصعيد الطائفي وشحن المشاعر للانتقام وتحجيم كل الاصوات المعتدلة وابعادها عن ساحات ومنابر الاعتصام ووئد أي مبادرة للتفاوض مع الحكومة كمبادرات الشيخ عبد الملك السعدي.

امنيا الانكسارات الامنية المتوالية في بغداد والمحافظات كجزء من عملية التهيئة لانهيار اكبر واعمق لكسر هيبة الدولة واجراءاتها وهذا جزء من الحرب المعنوية ضد الدولة بمؤسساتها كافة والمواطن على السواء لاجل ايجاد ثغرة في المستقبل وتهيئة الارضية لزج معادلات سياسية حسب الارادات الاقليمية .

وعلى الدبلوماسية العراقية أن تكون أكثر وضوحا في حرصها على أمن المنطقة كون أن مبدأ التوازن وعدم الأنحياز أضحى شعارا مستهلكا لا يلقى اذانا صاغية لا من المعارضة أو الولايات المتحدة الامريكية , لذا يجب أن يكون العراق جزءاً من المعادلة يشارك ويساهم مع باقي الإطراف حتى يتجنب المخاطر والتحديات التي أذا ما حصل التحول السوري في مرحلة مقبلة.

مسارات الحل الامريكي- الاوربي لتطور الأوضاع في سوريا:

كانت تتنازع الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي رؤيتان لحسم وانهاء الملف وفق معادلة ترى انها تصب في صالحهم  مع الاخذ بنظر الاعتبار قدرة النظام السياسي على الاستمرارية والبقاء القائم رغم المعطيات الاتية:-     

1- عدم قدرة النظام القائم على فرض السيطرة الكاملة على سوريا وإنهاء حالة التمرد.

2- استمرار الدعم الدولي والإقليمي للجماعات المسلحة وصل إلى حد التدريب والدعم اللوجستي وتزويدهم بإسلحة فوق المتوسطة.

3-انهاك النظام ومؤسساته والعجز المالي والأقتصادي وعدم قدرته على المطاولة وأستمرار إحكام السيطرة على المناطق والمحافظات الحالية.

4- فشل مشاريع الإصلاح التي إتبعها النظام (الإنتخابات, تعديل الدستور,...) ومن ثم فأننا أمام أحتمالين يتقاربان مع النموذجين الليبي واليمني.

الاحتمال الأول:- تكرار سيناريو المشهد الليبي.

وهو أن يكون هناك دعم جوي ولوجستي للجماعات المسلحة على الأرض ومن ثم يفقد النظام والجيش الحكومي الغطاء الجوي و القدرة على الإستمرار في الظهور العلني على مسك الأرض مما يفسح المجال أمام الجماعات المسلحة في الحصول على المزيد من المكتسبات ,ومن ما يشجع هذا الاهتمام:-

1- الحالة الأنسانية التي تنقل عبر وسائل الإعلام وإستمرار الأزمة الراهنة وعدم قدرة المعارضة على حسم المعركة وفق موازين القوى الحالية.

2- الضغط الأقليمي والدولي لتقديم هذا الدعم للمعارضة.

3- مؤشرات تتمثل بإعادة تأهيل المعارضة وتمويلها سياسيا وتشكيل حكومة مؤقتة لتسلّم زمام الأمور تدريجيا.

نتائج هذا الاحتمال: (داخليا وخارجيا)

وإذا ما حصل هذا الاحتمال فإن المؤشرات والانعكاسات ستطال في البداية الداخل السوري في تهجير وتشريد موالين النظام السابق من علويين وشيعة وستشهد مخيمات ومجازر قد تكون من نوع آخر تبعا للمذهب الذي سيحمله الذين سيقطنون هذه المخيمات.

خارجيا: فأن أغلب الباحثين وعلى وجه الخصوص الغربيين والإسرائيليين يرجحون أن تنشب مواجهة مع حزب الله كونه يشكل امتدادا مهما للنظام السوري وللجمهورية الاسلامية الإيرانية مما يعني خسارة إيران ستكون لأهم حليفين مهمين هما حزب الله وسوريا , الى جانب الامتداد مع غرب العراق وشماله باتجاه الموصل وصلاح الدين أو تكريت والانبار لتبدأ مرحلة عدم الاستقرار في الداخل العراقي والتي قد لايمكن السيطرة على نتائجها واحتمالاتها في ظل دعم وتشجيع الاكراد (حكومة اقليم كردستان) للأكراد السوريين وباقي فصائل المعارضة السورية.

ومن ثم تحصل الولايات المتحدة على أهم مكسب في تحجيم الجمهورية الاسلامية الإيرانية وتقطيع حلفاءها وأحتواء العراق هذا الأحتمال أو الصورة لم تكتمل فالكوابح التي تقف ضده هي:

1-عدم رغبة روسيا في صيغة الأطلسي وأنزالها لقواتها على الأراضي السورية وقد تدخل في صدام مسلح كما حصل في يوغسلافيا عندما قامت بأنزال قواتها على الاراضي اليوغسلافية كإثبات وجود بعد فشل إصدار قرار دولي بوضع الحرب.

2- تدخل ايران كطرف مباشر إلى جانب روسيا ومما يعني عدم ضبط إيقاع اللعبة وخروجها عن نطاق السيطرة و احتمال دخول إسرائيل لاستغلال حالة الفوضى في ظل عدم رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في دخول الحرب.

الاحتمال الثاني تكرار الحالة اليمنية:

وهو الاحتمال الذي تدفع باتجاه كل من روسيا وإيران بأن تكون هناك مرحلة انتقالية بعد وقف إطلاق النار تكون فيها إصلاحات سياسية ,انتخابات بإشراف دولي ويعفيها طرح استفتاء على بقاء الرئيس الحالي بشار الأسد أولا ويدفع باتجاه هذا الاحتمال:

1-الإصرار الروسي والصيني على افشال أي قرار دولي ضد النظام السوري مالم يكن متوازنا ويحقق طموح تلك الاطراف في حالة تغيير يمكن أن تحدث.

2-عدم قدرة الجماعات المسلحة المعارضة على حسم المعركة على الأرض واستمرار الوضع الإنساني المتدهور في الداخل السوري.

3-عدم رغبة الاطراف الإقليمية والدولية في نشوب حرب شبه عالمية قد لا يمكن ضبط احتمالاتها غربيا ومن ثم تقضي الى نتائج عكسية ضد الاطراف المتورطة في هذه الحرب (دول الخليج , تركيا, إسرائيل).

إحتمالات ترجيح هذا الاحتمال فهي:

1-عدم وجود إرادة دولية وإقليمية (غربية - خليجية) لتكرار النموذج اليمني. كون اتباع نفس المنظومة معناه بقاء مفاتيح التغيير بيد روسيا والصين وإيران في سوريا وليس كما في الحالة اليمنية حيث مفاتيح التغيير بيد (دول الخليج) حسب القرار 2014.

2- عدم وضوح الضمانات الدولية و الاقليمية لحدوث وتكرار نفس التجربة اليمنية.

3- بروز تيارات وأتجاهات وتناميها بإتجاه الحسم العسكري الاطلسي( المظلة الجوية) كون النتائج ستكون مضمونة لصالح دول الخليج والغرب والتيارات التابعة لها, وبالتالي لا يكون هناك اي وزن للمنظومة السياسية السابقة ولا للشيعة أو العلويين في النظام السياسي الجديد.

القرار(2118)القاض بنزع الاسلحة الكيميائية السورية:

بعد فشل كل مشاريع القرارات السابقة بخصوص الازمة السورية وفق الرؤية الامريكية جاء القرار (2118) والذي تم وفق الفصل السادس وليس بموجب الفصل السابع كما كانت تطمح الولايات المتحدة الامريكية والذي يعنيعدم استخدام القوة العسكرية.

وهو فشل جديد يضاف الى سلسلة الاخفاقات لإدارة الرئيس اوباما في ولايته الثانية.

وما القرار الا لحفظ ماء الوجه الامريكي امام الراي العام العالمي.

نخلص إلى أن حالة التوازن في المنطقة هي ليست في صالح الغرب والولايات المتحدة الامريكية لذا فأن عملية تغيير تلك المعادلة أمر لا مفر منه في ظل القدرات الإيرانية والحلفاء , سوريا, حزب الله, السودان) مما يعني احكام القبضة على الخليج وأحد منافذ البحر الأحمر.

أن تقليل وتحجيم الطموح الغربي الخليجي في المنطقة أمر مطلوب وضرورة على النموذج اليمني كمنهج للحل لضمان المصالح في النظام السياسي في سوريا وحتى يتم تعطيل عملية التحول أطول فترة ممكنة.

الى جانب العمل على التلاعب بالاستقرار الداخلي للمنظومة الخليجية وتهيئة ظروف و مستلزمات التغيير وبالذات في الدولة الكبرى وهي السعودية وكذلك البحرين كونهما يحتويان على مستلزمات التغيير.

 


[1]- د. فرهاد إبراهيم:- الطائفية والسياسة في العالم العربي, (القاهرة, مطبعة مدبولي, 1996)

[2]- داريوس نازمروايا: خطط لتفكيك وإعادة تركيب دول الشرق الأوسط  ترجمة عبد علي سليمان مركز شؤون الشرق الأوسط وأسيا الوسطى.

www.usinfo.com

[3]-  برجنسكي: رقعة الشطرنج الكبرى: التفوق الأمريكي وضروراته الجغرافية, ترجمة مالك فاضل (لبنان, مطابع شركة الطبع والنشر اللبنانية, 1998) ص 131-132

[4]-  داريوس نازمروايا: مصدر سبق ذكره.

[5]- هارون زيلين: "الجهاديين في سوريا" معهد واشنطن, الولايات المتحدة الأمريكية .8 تشرين الثاني 2012.

 


اذا لم تظهر لك التعليقات فأعد تحميل الصفحة (F5)

مواضيع أخرى للناشر

محاضرات

أختر من القائمة أعلى يسار الفيديو
......المزيد

نشاطات

أختر من القائمة أعلى يسار الفيديو
......المزيد

المحاضرة الثالثة

المحاضرة الثالثة لدورة (تعليم اللغة الفارسية ) في مقر مؤسسة النخب الأكاديمية
......المزيد

إلى الشهيد النمر في عرسه الأعظم

د إياد الأرناؤوطي قُلْ للنـجومِ الشامخــــــــــاتِ: تبتّـــــــــــلي وقَـــعي سُجودًا عند بابيَ، وانزلــــي وتلبّســـــــي نـحـــــــــري الذبيــــحَ قلادةً حســــناءَ، من زهرِ الجنان،
......المزيد

شاهد بالفيديو..الشهيد الشيخ النمر: لانهاب الموت ونعشق الشهادة

نشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو كليب لأجمل ما قاله الشهيد الشيخ النمر في خطاباته.
......المزيد

السعودية والشيخ النمر.. رمتني بدائها وانسلت!

شخصياً لا أستغرب من أي وصف أو تعبير يطلقه الاعلام السعودي (والخليجي الموالي له) على اعدائه أو منافسيه.. لأنه اعلام
......المزيد