لمحة في العلاقات الصينية - العراقية 

  • 01 - 02 - 2017
  • 8753
شهدت العلاقات الصينية العراقية تطوراً سلساً منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في يوم 25 أغسطس 1958. وقفت الصين التبادلات الاقتصادية والعسكرية مع العراق وفقاً لقرار الأمم المتحدة منذ اندلاع أزمة الخليج في عام 1990,

وقامت الصين بعض التبادلات الاقتصادية والتجارية مع العراق وفقاً لخطة تبادلات النفط مع الطعام المقررة من مجلس الأمن.

وإن الصين اعلنت رفضها للعدوان الامريكي على العراق فور بداية الحملة العسكرية في 20 اذار 2003 ودعت الادارة الامريكية لوقف اطلاق النار, واعلنت الصين تأييدها لمبدأ شعب العراق, واكدت ضرورة احترام استقلال العراق وسيادته ووحدة اراضيه, اﻟﺻـﻳن رحبت بتشكيل ﻣﺟﻠـس اﻟﺣﻛـم ﻓـﻲ اﻟﻌـراق ﺑأﻋﺗﺑـﺎرﻩ أوﻝ آﻟﻳﺔ وطﻧﻳﺔ ﻟﺻـﻧﻊ اﻟﻘـرار ﻓـﻲ ﻓﺗـرة ﻣـﺎ ﺑﻌـد اﻻﺣـﺗﻼﻝ اﻷﻣرﻳﻛـﻲ ﻟﻠﻌـراق، وﺗﻌﻬـدت ﺑﺗﻘدﻳم 25 ﻣﻠﻳون دوﻻر ﻛﻣﺳﺎﻋدة ﻹﻋﺎدة ﺑﻧـﺎء اﻟﻌـراق وأﻋﻣـﺎرﻩ، وﻓـﻲ ﻣـﺎﻳس ﻋـﺎم 2004 ﺗﻘـــدﻣت اﻟﺻـــﻳن إﻟـــﻰ اﻷﻣـــم اﻟﻣﺗﺣـــدة ﺑـــﺎﻗﺗراح ﻟﺗﺣدﻳـــد ﻣوﻋـــد ﻻﻧﺳـــﺣﺎب اﻟوﻻﻳـــﺎت اﻟﻣﺗﺣـــدة اﻷﻣرﻳﻛﻳــﺔ ﻣــن اﻟﻌــراق وﻫــو اﻟﻣﻘﺗــرح اﻟــذي أﻳدﺗــﻪ ﻛــﻝ ﻣــن روﺳــﻳﺎ وﻓرﻧﺳــﺎ وأﻟﻣﺎﻧﻳــﺎ، وﻓــﻲ ﺣزﻳــران 2007 ﻗــﺎم رﺋــﻳس ﺟﻣﻬورﻳــﺔ اﻟﻌــراق ﺟــﻼﻝ اﻟطﺎﻟﺑــﺎﻧﻲ ﺑزﻳــﺎرة إﻟــﻰ اﻟﺻــﻳن وﻫــﻲ أوﻝ زﻳــﺎرة ﻳﻘــوم ﺑﻬــﺎ رﺋــﻳس ﻋراﻗــﻲ، ووﻗــﻊ اﻟﺑﻠــدان ﺧﻼﻟﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ أرﺑــﻊ اﺗﻔﺎﻗﻳــﺎت ﻣــن ﺑﻳﻧﻬـــﺎ اﺗﻔﺎﻗﻳـــﺔ ﺣـــوﻝ إﻟﻐـــﺎء 80% ﻣـــن دﻳـــون اﻟﻌـــراق اﻟﻣﺳـــﺗﺣﻘﺔ ﻟﻠﺻـــﻳن واﻟﺑﺎﻟﻐـــﺔ ﺛﻣﺎﻧﻳـــﺔ ﻣﻠﻳــﺎرات وﻧﺻــف اﻟﻣﻠﻳــﺎر دوﻻر وﺗﺷــﻣﻝ اﻻﺗﻔﺎﻗﻳــﺎت اﻟــﺛﻼث اﻷﺧــرى اﻟﺗﻌــﺎون ﺑــﻳن وزارﺗــﻲ ﺧﺎرﺟﻳــﺔ اﻟﺑﻠــدﻳن واﻟﺗﻌــﺎون اﻻﻗﺗﺻــﺎدي واﻟﻔﻧــﻲ وﺑرﻧــﺎﻣﺞ ﻟﺗــدرﻳب اﻟﻣــوارد اﻟﺑﺷــرﻳﺔ وﺗــم اﻟﺗوﻗﻳـﻊ ﻋﻠــﻰ ﻣــذﻛرة ﺗﻔــﺎﻫم ﺑـﻳن وزﻳــري اﻟﻌﻠــوم واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳــﺎ ﻓـﻲ اﻟﺑﻠــدﻳن ﻹرﺳــﺎﻝ اﻟﻌﺷــرات ﻣــن اﻟﻌــراﻗﻳﻳن ﻟﻠﺗــدرﻳب ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎﻝ اﻟطﺎﻗــﺔ وﻛﻳﻔﻳــﺔ اﻻﺳــﺗﻔﺎدة ﻣــن اﻟطﺎﻗــﺔ اﻟﺷﻣﺳــﻳﺔ ﻹﻧﺗــﺎج اﻟﻛﻬرﺑــﺎء.

أما اﻟﻣوﻗف اﻟﺻﻳني ﻣن اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻟﻌﺎم 2010:

- ﺗـــرى اﻟﺻـــﻳن أن اﻻﻧﺗﺧﺎﺑـــﺎت اﻟﻌراﻗﻳـــﺔ ﻫـــﻲ ﺣـــدث ﻫـــﺎم ﻓـــﻲ ﻣﺳـــﻳرة اﻻﻧﺗﻘـــﺎﻝ اﻟﺳﻳﺎﺳـــﻲ اﻟﻌراﻗــﻲ ﻳﻧﺑﻐــﻲ أن ﺗﺣﻘـــق أﻫـــداف وهي: اﻟﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻻﺳـــﺗﻘرار واﻟﺳــﻳﺎدة ووﺣـــدة اﻻراﺿﻲ ﻓـﻲ اﻟﻌـراق، واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺻـﺎﻟﺢ اﻷﺳﺎﺳـﻳﺔ ﻟﻠﺷـﻌب اﻟﻌراﻗـﻲ.

- ﺗﺗﺧـــوف اﻟﺻـــﻳن ﻣـــن أن اﻻﻧﺗﺧﺎﺑـــﺎت ﻟـــن ﺗﺳـــﺗطﻳﻊ أن ﺗـــؤدي إﻟـــﻰ اﺳـــﺗﻘرار اﻷوﺿـــﺎع اﻷﻣﻧﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق ﺑـﻝ ﻗـد ﺗزﻳـد ﻣـن اﻻﺿـطراﺑﺎت أﻛﺛـر وذﻟـك ﺑﺳـﺑب ﺗﻌﻘـد ﺧرﻳطـﺔ اﻟﻘـوى اﻟﺳﻳﺎﺳــﻳﺔ واﻟﻔﺻــﺎﺋﻝ اﻟدﻳﻧﻳــﺔ واﻟﺳﻳﺎﺳــﻳﺔ اﻷﻣــر اﻟــذي ﻳــؤدي رﺑﻣــﺎ إﻟــﻰ اﺷــﺗﺑﺎﻛﺎت ﻣﺳــﻠﺣﺔ وﺗﺻﺎﻋد اﻟﻌﻧف إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻘف ﻣوﻗف ﻣﺣﺎﻳد ﻣن ﻛﺎﻓﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘوى.

واما في فبراير عام 2011، زار نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جيون العراق وقام بالدورة الثانية للمشاورات السياسية بين البلدين، في يوليو، زار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الصين، وفي مايو 2012، ترأس مساعد وزير الخارجية الصيني ما تشاوشيوي الوفد الصيني للحضور في اجتماع بغداد بشأن ملف إيران النووي، والتقى مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، وفي ديسمبر 2012، تمت أعادة الأعمال القنصلية في سفارة الصين لدى العراق، وإن العراق رابع أكبر شريك تجاري للصين في الدول العربية في عام 2012، بلغت القيمة التجارية الثنائية إلى 17.569 مليار دولار، بزيادة 23.13% عن العام السابق، واسترادت الصين 15.68 مليون طن من النفط الخام من العراق، بزيادة 13.87% عن العام السابق.

وفي 23/2/2014 ألتقى هوشيار زيباري وزير الخارجية، وانغ يي وزير الخارجية الصيني والوفد المرافق، في زيارة هي الاولى من نوعها لمسؤول صيني رفيع المستوى الى بغداد،

اكد وزير الخارجية اهمية هذه الزيارة التاريخية التي تمثل تأكيداً للرغبة المشتركة بين البلدين للارتقاء بالعلاقات المتنامية واهمية تبادل الزيارات بين المسؤولين، واكد توجه الحكومة العراقية ببناء علاقات قوية ورصينة مع الصين بجميع المجالات بما يتناسب وحجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

وجرت بعد ذلك جولة مباحثات ثنائية بين الجانبين لبحث جميع القضايا المشتركة، في مقدمتها العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية، والاتفاق على تفعيل اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، فضلاً عن بحث نشاط الشركات الصينية العاملة في العراق في مجال الطاقة والكهرباء والاتصالات والبنى التحتية، والتعاون في مجال الأمن والتسليح، وجرى التباحث بشأن تقديم التسهيلات امام منح تأشيرات الدخول للمستثمرين الصينين والشركات الصيني داخل العراق، وافتتاح خط طيران مباشر بين بغداد والصين واستعدادات الجانب الصيني لتفعيله.

واكد الجانب الصيني دعمه لجهود الحكومة العراقية وتاييده لها في القضايا الدولية والاقليمية والتصدي للارهاب، مؤكداً مشاركة وفد صيني رسمي في مؤتمر الارهاب الذي سيعقد في بغداد، فضلاً عن استعداد الصين لتدريب الكوادر العراقية في مجالات بناء القدرات والمهارات الوظيفية بمختلف الاختصاصات وزيادة المنح الدراسية الحكومية للطلبة العراقيين للدراسة في الصين.

وقدم وزير الخارجية الشكر ونيابة عن الحكومة العراقية للموقف الصيني الداعم للعراق للخروج من احكام الفصل السابع، ودعم الصين للمواقف العربية الداعمة للقضية الفلسطينية والمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني.

وتبادل الطرفان وجهات النظر حول عدد من قضايا المنطقة في مقدمتها الازمة السورية وتقارب التوجهات بين الجانبين لإيجاد تسوية بين الاطراف المتنازعة وانهاء الازمة بأعتماد الحل السلمي والحوار والتأكيد على اهمية استمرار مباحثات جنيف وبمشاركة مفتوحة وواسعة لحين التوصل الى توافق سوري.

فالصين تولي اهتماماً كبيراً بالعراق لعدة اسباب اولها ان العراق دولة غنية تمتلك منابع نفطية كبيرة والماء والمعادن والزراعة.. الخ، هذا ما دفعهم إلى التفكير في العمل والاستثمار في العراق ويكون لهم موطئ قدم لأن الصين بحاجة كبيرة للطاقة فهم يتوقعون ان يواجهوا مشاكل في هذا الصدد وبحسب الخبراء ستكون الصين اول دولة مستهلكة للطاقة في عام 2020 ويتوقع بحلول عام 2025 ان يكون استهلاكهم للنفط بحدود (15) مليون برميل في اليوم، في حين يستهلكون اليوم (6.5) مليون برميل في اليوم منها اربعة ملايين برميل من استخراجهم وبذلك تصبح الكمية التي يستوردونها من النفط في الخارج (2.5) مليون برميل في اليوم، فإذا مضت الصين على هذا النمط من التطور الذي شهدتها السنوات العشرين الماضية فستكون بحاجة الى كميات كبيرة لاستهلاك الطاقة، على الرغم من ان 65% من الطاقة هو الفحم و30% فقط على النفط والغاز و5% للمفاعل النووي ومصادر الطاقة الأخرى مثل الطاحونات، لذا فهم يولون اهتماماً كبيراً بالعراق كدولة غنية بمصادر الطاقة، وهناك اتفاق قديم مبرم بين الصين والعراق لاستخراج النفط في حقل (الاحدب) في محافظة واسط في وقته كان العراق يعاني من الحصار والآن يطالبون بتجديد العقد والعمل به، كذلك من الناحية الجغرافية والحضارية والتراثية والثقافية فهم يعدون العراق احد الدول الاربعة الحضارية في العالم (الصين- الفراعنة، الهند، وادي الرافدين)، عليه يرغبون في المشاركة الفعالة في اعادة بناء العراق وتوظيف رؤوس الأموال فيه ولديهم اموال طائلة والصين اول دولة من حيث الاحتياطي قبل ذلك كانت اليابان الآن تقدمت الصين عليها. 

رؤى خليل سعيد - باحثة في مركز حمورابي


اذا لم تظهر لك التعليقات فأعد تحميل الصفحة (F5)

مواضيع أخرى للناشر

5 قواعد استراتيجية لإنتاج العلم والمعرفة

يمضي الطالب الجامعي ما يقارب 20 سنة في التعلّم، ما بين المدرسة والثانوية والجامعة، وأحيانًا تطول أكثر من ذلك بكثير.
......المزيد

6 رؤساء موساد سابقون: "نحن في مرحلة خطرة لمرض خبيث"

مفاضلة الحكام الصهاينة: ضياع القيم بين اللاأخلاقي والاجرامي ابدى ستة رؤساء سابقين لجهاز لموساد الصهيوني قلقهم على مستقبل الكيان الصهيوني
......المزيد

ثقافة الأشهر الثلاثة (رجب، شعبان وشهر رمضان)

تلتقي برامج التثقيف الاسلامي عند محور مركزي يمثل الدورة الثقافية السنوية الأم التي تتفرع عنها وتتماهى معها كل برامج السنة
......المزيد

الشهادة

الإمام والتحرك السياسي: لقد كابد المسلمون عموماً، والعلويون وشيعة آل البيت الويلات جراء الحكم العباسي المتغطرس، فقد قاسوا ظلم المنصور
......المزيد

إمامة الكاظم (عليه السلام): مواجهة منظمة وجهاد مرير وطويل

إمامة "الكاظم" (ع): مواجهة منظمة وجهاد مرير وطويل(1) لقد كانت حياة موسى بن جعفر عليه السلام المليئة بالأحداث؛ حياةً مليئةً
......المزيد

إطلالة عامة على حياة الإمام الكاظم عليه السلام

شخصية الإمام الكاظم عليه السلام: ولد أبو الحسن موسى عليه السلام في الأبواء بين مكة والمدينة في يوم الأحد السابع
......المزيد

رؤية الإمام قدس سره في خصوص تنصيب الولي الفقيه

يظهر من بعض الكتابات الفقهيّة للإمام أنّ الوليّ الفقيه يتمّ تنصيبه من قِبَلِ الشارع المقدّس. حيث يعتقد الإمام أنّ الولاية
......المزيد

الجمع بين رؤيتي الإمام الخميني قدس سره

قد يخطر لبعضٍ، وفي الوهلة الأولى، وجود تناقض بين رؤيتي الإمام المتقدّمتَين. ومن هنا حاول بعض المحقّقين في آثار الإمام
......المزيد