المرجعية العليا تدق ناقوس الخطر
ولكن رغم كل تلك المحاولات الخبيثة والخيانية أقدمت القوات المسلحة العراقية مدعومة بقوات الحشد الشعبي على تنفيذ العمليات ومن جميع المحاور وتمكنت ان تحقق الانتصار الكبير ليس فقط بتحرير مدينة الموصل فحسب، بل انها فاجأت الجميع بقطع الطريق وبصورة نهائية امام الدواعش المجرمين من التواصل فيما بينهم خاصة بعد سيطرة غيارى العراق من ابناء الحشد الشعبي على الحدود السورية العراقية بحيث فرضت على القوات الاميركية ان تخلي مواقعها في الشريط الحدودي.
ولكن والذي اثار استغراب المراقبين للشأن العراقي انه وبعد تحرير مدينة الموصل ان حدة العمليات العسكرية قد خفت رغم ان الدواعش لازالوا متواجدين في عدة مدن واقضية عراقية كتلعفر والحويجة وراوه وحديثه وغيرها، وكذلك مما اشارت اليه اوساط امنية استخبارية عراقية ان العديد من الدواعش الذين كانوا متواجدين في الموصل قد انخرطوا ضمن النازحين عن هذه المدينة والذين يشكلون خلايا نائمة قد تمارس دورها عند عودة هؤلاء النازحين الى ديارهم وسكناهم.
ولذا فقد شكل هذا التباطؤ في القيام بعمليات عسكرية ضد الدواعش حالة من القلق وبالدرجة الاولى لدي المرجعية العليا المتمثلة بالسيد السيستاني والتي بدورها اكدت مطالبتها بالامس للحكومة العراقية بعدم التراخي تجاه هذ الامر، بل لابد من استمرار العمليات حتى القضاء على اخر ارهابي داعشي واخراجهم من البلد والى الابد.
وان دعوة المرجعية وتحذيرها لم يأت من فراغ، بل ان الانباء التي تواترت من مناطق العمليات وكما وثقتها بعض افلام الفيديو من ان الجيش الاميركي قد اخذ يمارس دورا قذرا من خلال القيام باخلاء ارهابيين وقادة دواعش من بعض المدن التي لازالوا يتواجدون ونقلهم الى اماكن اخرى، مؤكدة ان واشنطن قد تقوم بتأهيلهم واعادة هيكلة هذا التنظيم من جديد بعد انهياره وخلق داعش جديد ولكن بمسميات اخرى.
ومن هنا وانطلاقا من تحذير المرجعية العليا الذي يعكس حالة الوعي الكبير التي تعيشه لما يجري على الساحة العراقية خاصة العسكرية يتطلب بل لا بد ان يدفع الحكومة العراقية وعلى راسها القائد العام للقوات المسلحة العبادي ان يأخذ الموضوع بجدية تامة وان يعد العدة بالقيام بعمليات عسكرية ضد الدواعش المتواجدين في المدن خاصة تلعفر التي تعتبر اليوم اهم مركز لتواجد الكثير من القادة سواء كان من الاتراك وغيرهم.
وبنفس الوقت اكدت قيادة العمليات العسكرية والقوات الاخرى المتجحفلة معها خاصة قوات الحشد الشعبي استعدادها لخوض العمليات والقيام بدورها الوطني في تنظيف العراق من دنس الدواعش المجرمين.
ولذا فان اي تقاعس او تلكؤ في هذا المجال يعني ان هناك تواطؤ مع الاميركان وحلفاؤهم الذين لايريدون الهزيمة لتنظيم داعش والتي كانت ثقيلة عليهم في الموصل، ومن هنا فان تحذير المرجعية العليا بالامس القريب قد دق ناقوس الخطر الذي يتهدد العراق والعراقيين مما يفرض على الجهات المعنية عدم التهاون او التراخي معه.
بقلم/ مهدي منصوري