من هنا تجمع التقارير الاستخبارية العالمية بان العاصفة الرعدية القطرية الممسوكة امريكياً آيلة الى الاطالة والتعقيد وهي رهن بصراع القوى الكبرى على الذهب الازرق ( الغاز) لكونه هو البديل الذي سيحل محل النفط لتشغيل منشآت الطاقة في العالم ابتداء من العقد الثالث من قرننا الحاضر...!
وان سبب ما بات يسمى بأزمة قطر هو نفس سبب الحرب على سورية....
- ففي سورية كانت :
الاكتشافات النفطية والغازية الهائلة في منطقة حمص واريافها وكذلك تلك المكتشفة في المياه الاقليميه السوريه ابتداء من جرف اللاذقية مرورا بطرطوس وبانياس اللتان تعومان على بحر من الغاز وصولا حتى الحدود اللبنانيه سبباً في فتح عين الطمع الامبريالي الصهيوني الرجعي العربي عليها...!

الى جانب رفض الرئيس السوري المشروع القطري الامريكي الخاص بمد خط أنابيب غاز من قطر الى السواحل السوريه ثم الى أوروبا تحت البحر.
- واما في قطر فهو :
اقتراب موعد لزوم تشغيل حقل بارس الشمالي / الجنوبي / المشترك مع ايران .
حيث يتداول في الاروقة الخلفية بان قطر قامت بتوقيع مذكرة تفاهم سريه مع ايران وروسيا لبناء خط أنابيب لنقل الغاز من حقل بارس عبر ايران / العراق / سورية / أوروبا من جهة ، فيما شكل الخلاف القطري الاميركي حول تمويل صناعة الغاز في الولايات المتحدة كما تريد امريكا فرض ذلك على قطر كخوة عليها من جهة اخرى....
المعلومات المتداولة حول الاتفاق القطري الإيراني الروسي تفيد بانها وان كانت حتى الان تفاهمات على خطوط عريضه أهمها الاستغلال المشترك لحقل غاز بارس شمال / جنوب بين قطر وإيران...
الامر الذي يجعل من السعوديين يجن جنونهم لان القطريين سيصبحون بذلك منافسهم الاستراتيجي في مجال الطاقه في القريب العاجل وذلك من خلال اعتماد الغاز الذي بدا يحل شيئا فشيئا مكان النفط كما سبق وذكرنا في انتاج الطاقة....
ولما كانت تلك التفاهمات قد تمت من وراء ظهر السعوديين وبغض نظر أميركي لاسباب عملانية تسهل عليهم ااضفاء المشروعية في عمليات الضغط على قطر من ناحية والتسلل الناعم الى البطن الرخوة من الجسم الايراني وهي الاقتصاد من ناحية ثانية ..
اتفاقية التعاون بين توتال والحكومة الايرانية في اطار كونسورسيوم دولي يضم الصين في داخله ، و عقد اتفاق مماثل لها بعد ايام مع الحكومة القطرية ياتيان في سياق واحد ومقدمة لورود اكبر للاذرع الغربية في جسم الطاقة الاقليمية اكثر فاكثر ضمن حروب الذهب الازرق..!
ان مذكرة التفاهم الامريكيه القطريه التي أعلن عنها قبل ايام خلال زيارة تيلرسون للدوحة تحت عنوان مكافحة تمويل الارهاب اعتبرها المراقبون بمثابة المظلة الامريكية للدفاع عن الامن القطري مقابل لجم الجشع والاطماع السعودية ، كما هي الاطار الكفيل والممهد للتوريط القانوني للحكومتين القطرية كما السعودية ومن ثم تعميم ذلك على كل دول مجلس التعاون من اجل استحلتب دولهم ومنع اي محاولة استقلال او تمرد على الهيمنة الامريكية مستقبلا...!

المعروف ان مساحة حقل بارس الإجمالية :

- تبلغ تسعة آلاف وسبعمائة كم مربع .
٣٧٠٠ منها ايرانيه والباقي قطري.
- يحتوي الحقل ٥١ ترليون متر مكعب.
- بالاضافه الى ٧،٩ ترليون متر مكعب من مكثفات الغاز الطبيعي.
- يبلغ انتاج قطر من الغاز حاليا ٧٧ مليون طن سنويا. وسترتفع هذه الكميه لتصل ١٠٠ مليون طن سنويا بعد بدء استغلال مخزون حقل بارس.
- دراسه لشركة رويال دوتش / شل قدرت الطلب العالمي على الغاز ب ٢٦٥ مليون طن سنويا.
- قطر تنتج وتصدر ٧٧ مليون طن ، اي ٣٠ ٪ من الاحتياجات العالميه سنويا.
- تبلغ قيمة الاحتياطات الايرانيه من الغاز / ٧ /ترليون دولار حسب تقرير لوكالة بلومبيرغ نشر في شهر شباط من العام الحالي.
- تحتاج ايران الى ١٠٠ مليار دولار لتطوير صناعة الغاز وإيصالها الى طاقة الانتاج القصوى. 
- ايران قادره على تأمين نصف هذا المبلغ خلال أشهر قليله حسب تقرير بلومبيرغ.
- خط الأنابيب الإيراني الى العراق جاهز للتشغيل ويحتمل بدء تشغيله أواسط عام ٢٠١٧ حسب بلومبيرغ.
- لدى ايران ٥٥ حقل غاز فيها احتياطيات يصل حجمها الى ٣٣،٧ ترليون متر مكعب .
- يمتلك العراق احتياطيا مكتشف من الغاز يبلغ ٣٨ ترليون متر مكعب .
- يقع ٧٩٪ من احتياطيات الغاز العراقي في محافظة البصره.
- حسب نفس التقرير يحتل العراق المرتبه العاشرة في انتاج النفط في العالم.
- تجدر الاشارة الى ان اتفاقية مراقبة تمويل الإرهاب بين واشنطن والدوحة تتضمن ملاحق سرية توجب على قطر وضع مبلغ ١٢٠ مليار دولار في خدمة الادارة الامريكية على شكل استثمارات في قطاع صناعة الغاز ومحطات التسييل وموانئ شحن الغاز المسال في الولايات المتحدة. 
- حيث تخطط واشنطن لبناء ١٢ ميناء شحن كمرحلة أولى....
ولما كان القطريون يملكون ٣٤٠ مليار دولار في الولايات المتحدة اربعون منها سيولة نقدية والباقي على شكل سندات خزينة وسندات عقارية واستثمارات اخرى متعددة فان على الدوحة حسب اتفاق اطار الحماية هذا ان تعيد هندسة استثماراتها على الاراضي الامريكية بما يتناسب والحاجات الامريكية الملحة والا فان امنها " القومي" يتعرض للخطر من جانب الثنائي السعودي الاماراتي او الابتلاع من قبل التحالف الامبراطوري الروسي الايراني...!
ان قراءة اولية لما يمكن ان يشكله مجموع محور المقاومة من ثقل اقتصادي عالمي بعد دخول حقول احتياطي الغاز في كل من العراق وسورية الى مرحلة الانتاج وفي حال انضمام قطر اليهم ضمن حالة اكتساح روسي للنفوذ في المنطقة على حساب الامريكي..
خاصة اذا ما اضيف اليها فائض القوة المتوقع لمحور المقاومة وروسيا وما ينتظرهم من تعاظم للدور في ميدان الامن والجيوبليتيك بعد النصر المبين على الارهاب ، كل ذلك يجعلنا نفهم لماذا يعيش ترامب منذ امساكه بالسلطة في واشنطن هلع الاستحواذ على كل ما هو متاح في خزائن العائلات الخليجية الحاكمة قبل حلول وقت الانتقال الكبير ..!
وتبقى بحول الله يدنا هي العليا

كتب/ محمد صادق الحسيني