الحرب الباردة

  • نشره :

  • 28 - 06 - 2015
  • 6394
الحرب الباردة هو مصطلح يستخدم لوصف حالة الصراع والتوتر والتنافس التي كانت توجد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفائهم من الفترة في منتصف الاربعينيات حتى أوائل التسعينيات. خلال هذه الفترة، ظهرت الندية بين القوتين العظميين خلال التحالفات العسكرية والدعاية وتطوير الأسلحة والتقدم الصناعي وتطوير التكنولوجيا والتسابق الفضائي.

ولقد اشتركت القوتين في انفاق كبير على الدفاع العسكري والترسانات النووية وحروب غير مباشرة – باستخدام وسيط.

في ظل غياب حرب معلنة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي قامت القوتان بالاشتراك في عمليات بناء عسكرية وصراعات سياسية من أجل المساندة. على الرغم من أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى كانا حلفاء ضد قوات المحور إلا أن القوتين اختلفتا في كيفية إدارة ما بعد الحرب وإعادة بناء العالم. خلال السنوات التالية للحرب، انتشرت الحرب الباردة خارج أوروبا إلى كل مكان في العالم. حيث سعت الولايات المتحدة إلى سياسات المحاصرة والاستئصال للشيوعية وحشد الحلفاء خاصة في أوروبا الغربية والشرق الأوسط. خلال هذه الأثناء، دعم الاتحاد السوفيتي الحركات الشيوعية حول العالم خاصة في أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية ودول جنوب شرق آسيا.

صاحبت فترة الحرب الباردة عدة أزمات دولية مثل أزمة حصار برلين 1948–1949 والحرب الكورية 1950–1953 وأزمة برلين عام 1961 وحرب فيتنام 1956–1975 والغزو السوفييتي لأفغانستان وخاصة أزمة الصواريخ الكوبية 1962 عندها شعر العالم أنه على حافة الانجراف إلى حرب عالمية ثالثة. آخر أزمة حدثت خلال تدريبات قوات الناتو 1983. شهدت الحرب الباردة أيضاً فترات من التهدئة عندما كانت القوتين تسعيان نحو التهدئة. كما تم تجنب المواجهات العسكرية المباشرة لأن حدوثها كان سيؤدى إلى دمار محتم لكلا الطرفين بسبب الأسلحة النووية.

اقتربت الحرب الباردة من نهايتها أواخر الثمانينات وبداية التسعينات. بوصول الرئيس الأمريكي رونالد ريغان إلى السلطة ضاعفت الولايات المتحدة ضغوطها السياسية والعسكرية والاقتصادية على الاتحاد السوفيتي. في النصف الثاني من الثمانينات، قدم القائد الجديد للاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف مبادرتي بيريستوريكا - إصلاحات اقتصادية – وغلاسنوت – مبادرة اتباع سياسات أكثر شفافية وصراحة. لينهار الاتحاد السوفيتي عام 1991 تاركا ً الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في عالم أحادي القطب.

أصل المصطلح:

هي حالة من الصراع والتوتر بين المعسكرين بقيادة الأمريكان من جهة والسوفييت من جهة أخرى، وقد أستخدم اللفظ لأول مرة من طرف الملك الإسباني خوان إيمانويل في القرن 14 ثم الاقتصادي الأمريكي برنارد باروش في بداية 1947 ثم أصبح شائع مع الصحفي ولتر ليمان. لا يوجد توافق بين المؤرخين فيما يتعلق ببداية الحرب الباردة. فبينما يقول معظم المؤرخون أنها بدأت بعد الحرب العالمية الثانية فورا، يقول بعض المؤرخون أنها بدأت في نهاية الحرب العالمية الأولى. على الرغم من أن المشكلات بين الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية البريطانية والولايات المتحدة تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، إلا أن الخلاف في وجهات النظر بين الشيوعية والرأسمالية يعود إلى عام 1917، عندما انطلق الاتحاد السوفيتى من الثورة الروسية كأول دولة شيوعية في العالم. هذا أدى إلى جعل العلاقات الأمريكية الروسية مصدر قلق ومشكلات لفترة طويلة.

أدت العديد من الأحداث إلى نمو الشك وعدم الثقة بين (الولايات المتحدة) والاتحاد السوفيتى مثل: التحدى البلشيفكى للرأسمالية –من خلال عمليات إسقاط عنيفة للنظم الرأسمالية واستبدالها بنظم شيوعية-، وانسحاب روسيا من الحرب العالمية الأولى عن طريق عقد معاهدة بريست ليتوفسك مع ألمانيا، وتدخل الولايات المتحدة في روسيا لدعم الحركة البيضاء خلال الحرب الأهلية الروسية، ورفض الولايات المتحدة الاعتراف بالاتحاد السوفيتى حتى عام 1933.

أحداث أخرى حدثت في الفترة ما بين الحربين أدت إلى تعميق مناخ عدم الثقة المتبادل مثل: معاهدة رابللو والاتفاق على عدم الاعتداء بين ألمانيا والاتحاد السوفيتى.

 

نشاة المصطلح :

في نهاية الحرب العالمية الثانية استخدم الكاتب الإنجليزي جورج اورويل الحرب الباردة كمصطلح عام, في مقال له "أنت والقنبلة الذرية" نشر في 19 أكتوبر عام 1945 في صحيفة تريبيون البريطانية. تامل فالعالم يعيش في ظل تهديدات الحرب النووية, يتطلع أوريل إلى تنبؤات جيمس بورنوهام لإستقطاب العالم, وكتب: "أنظر إلى العالم بأسره, الانجراف لعدة عقود ليس من اجل الفوضى بل لإعادة فرض العبودية..."

وقد نوقشت نظرية جيمس برونوهام كثيرا ولكن قلة من الناس تناولت أثارها الإديولوجية, وهذا يعني نوع رؤية العالم ونوع معتقداتهم والبناء الإجتماعي اللذي ربما يسود في الدولة التي كانت لا تقهر وفي حالة "حرب باردة" دائمة مع جيرانها.

عندما نلاحظ ففي 10 مارس من عام 1946 كتب اورويل التالي "بعد مؤتمر موسكو في ديسمير الماضي بدأت روسيا حرب باردة على الامبراطورية  البريطانية.  جاء أول استخدام لهذا المصطلح لوصف المواجهات السياسية بعد الحرب بين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في خطاب لبرنارد باروخ, وهو مستشار ذو نفوذ على الرؤساء الديموقراطيين , قال الصحفي هربرت بايارد في خطاب كتبه "دعونا لا نخدع نحن اليوم في خضم الحرب الباردة". قدم الكاتب الصحافي ولتر ليبمان المصطلح بشكل واسع النطاق في كتاب الحرب الباردة, وعندما سئل عام 1947 عن مصدر هذا المصطلح ارجعه الي مصطلح فرنسي ذكر عام 1930

 


اذا لم تظهر لك التعليقات فأعد تحميل الصفحة (F5)

مواضيع أخرى للناشر

الكلف الشمسي

الكلفة الشمسية أو البقعة الشمسية (Sunspot) هي بقع على سطح الشمس -الغلاف الضوئي Photosphere - تتميز بدرجة حرارة منخفضة عن
......المزيد

الذاكرة المتجسدة

في الآونة الأخيرة، تطور الاهتمام بمجال "الذاكرة المتجسدة". ووفقًا لـ بول كونرتون، يمكن أيضًا رؤية الجسد كوعاء أو حامل للذاكرة،
......المزيد

الثقافة

الثقافةكلمة قديمة وعريقة في العربية، فهي تعني صقل النفس والمنطق والفطانة، وفي المعجم "وثقف نفسه" اي صار حاذقا خفيفا فطنا،
......المزيد

صحة نفسية

الصحة العقلية أو النفسية هي مستوى الرفاهية النفسية أو العقل الخالي من الاضطرابات،"وهي الحالة النفسية للشخص الذي يتمتع بمستوى عاطفي
......المزيد

السكري

السُّكَّري أو الداء السكري أو المرض السكري أو مرض السكر أو البوال السكري وغيرها (باللاتينية: Diabetes mellitus) هو متلازمة تتصف
......المزيد

التربة تهتز

فى العصر الحديث عام 1827 م اكتشف عـــالم بريطاني اسمه بـــــراون أن ماء المطر إذا نزل على التربةأحدث بها اهتزازات
......المزيد

جامعة أوكسفورد

جامعة أوكسفورد (بالإنجليزية: The University of Oxford) (باللاتينية: Universitas Oxoniensis) تعدّ أقدم جامعة في العالم الغربي المتحدث بالإنجليزية،
......المزيد

أشعة غاما

أشعة غاماهي أشعة كهرومغناطيسية، تم اكتشافها سنة 1900 على يد العالم الفرنسي فيلارد. وهي نتاج للتفاعلات النووية التي غالبا ما
......المزيد