فتاة
أرادت أن ترفع السماعة لتسمع صوته مرة أخرى لكن شيئاً بداخلها أشعرها بخطر بدأ يردد.. أنت فتاة مسلمة وهذا التصرف يتنافي مع الخلق الإسلامي، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾… ولكن نفسها الأمّارة بالسوء قالت لها استمعي إلى كلامه الجميل… فهي تشعر بالانجذاب إلى مثل هذا الكلام.. وإذا بضميرها يضرب على قلبها غاضباً: لا تغرري نفسك بهذا الكلام فإن أول الطريق خطوة…
وأنت شابة ضعيفة أمام غرائزك فلا شيء يضمن لك ألا تخطئي أو يزلّ لسانك بكلمة ثم تتبعها كلمة فكلمات لا منتهى لها.. لا وليس الأمر إلى هذا الحد.. إفتحي صفحات الإنترنت.. أو إقرائي الجريدة.. فستجدين مصائب عظيمة كان سببها مثل هذا الهاتف.. ارتسمت أمامها صورة والدها الوقور وقد ارتسمت عليه ملامح العناء من أجل رسم السعادة في هذا البيت وملامح أمها التي بذلت أيام حياتها في سبيل تربيتهم التربية الصالحة… انتفضت فجأة…لا يمكن أن أفعل بنفسي ذلك، وكذلك أهلي الذين جعلوني موضع ثقتهم لا يمكن أن أسيء إليهم.. خرجت من الغرفة بخطوات سريعة مصحوبة بصوت رنين الهاتف.