فلسفة الصلاة على محمد وآل محمد

بَيّنَّا في الحلقة الأولى شيئاً مهماً يتعلق بماهيّة الصلاة على النبيّ الأكرم (صلّى اللّه عليه وآله)، وسنذكر هنا شيئاً عن معاني النداء داخل هذه الآية فنقول : ? أولاً : في الآية الكريمة : ? { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [سورة الأحزاب : ٥٦] النداء موَّجَّه للمؤمنين (يا أيها الذين آمنوا) وهذا النداء ذُكِر في القرآن الكريم ٨٩ مرة جاءت : ?️٨٨ مرة منها في صدر الآيات، ومنها ?️ثلاثة في صدر سور (المائدة والحجرات والممتحنة). ?️فيما الآية الوحيدة التي ذُكِر فيها هذا النداء ولم يتصدرها هي الآية ٥٦ من سورة الأحزاب المباركة : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }. ? ثانياً : خطاب (يا أيها الذين آمنوا) لا يفيد مدحاً للمؤمنين لأنه لطالما قرعهم ووبخهم كما في : ? (یا أَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تُبۡطِلُوا۟ صَدَقَاتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِی یُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَاۤءَ ٱلنَّاسِ وَلَا یُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ) البقرة ٢٦٤ ? (یا أَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَا لَكُمۡ إِذَا قِیلَ لَكُمُ ٱنفِرُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ) التوبة ٣٨ ? (یَا أَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَذَرُوا۟ مَا بَقِیَ مِنَ ٱلرِّبَوٰۤا۟ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ) البقرة ٢٧٨ كما أنه لا يفيد ذماً لأنه لطالما امتدحهم بوصفه إياهم مؤمنين ووعدهم كل خير كما في : ? (یَا أَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُونُوۤا۟ أَنصَارَ ٱللَّهِ ) الصف ١٤ ? (یَا أَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَءَامِنُوا۟ بِرَسُولِهِۦ یُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَیۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ نُورࣰا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ) الحديد ٢٨ ? (یَا أَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّادِقِینَ) التوبة ١١٩ فإذا لم يفد مدحاً ولا ذماً فماذا يفيد ⁉️ ?️يقول العلماء : يفيد التنبيه، يعني يا أيها المخاطَب! انتبه فأنت مؤمن مختلف عن سائر الخلق. ? ثالثاً : خطاب (يا أيها الذين آمنوا) بَيّن صراحة من هي الفئة المؤمنة من دون أخواتها المسلمات، وكشفت زيف ادعاء اتباع أوامر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بشكل واضح من قبل الكثيرين، وذلك من خلال ما أورده الفريقان من روايات سواء في (البخاري) أو (الكافي) على سبيل المثال والتي تبين شكل الصلاة على النبي الأكرم دون زيادة أو نقيصة. ? ومن خلال التقصي وجدنا أن هنالك شكلاً واحداً فقط للصلاة وهو : قولوا : (اللهم صل على محمد وآل محمد) لا بحذف (آله) ولا بزيادة (وصحبه) ومن يتمرد على قول الله تعالى : (صلوا عليه) وعلى قول المصطفى : (لا تصلوا علي الصلاة البتراء) فقد خرج من جماعة المؤمنين لأن الخطاب الإلهي كان موجها للمؤمنين (يا أيها الذين آمنوا)، وكذا شرح النبي الأكرم للأمر الإلهي موجه لهم فمن أطاع فهو مؤمن وإلا فلا. هذا من جهة ومن جهة ثانية من حَذَفَ أو أزادَ في الصلاة على النبي وآله فقد احتمل ذنباً عظيماً وتحدى الله ورسوله فكلما يصلى على المصطفى وآله بنقص أو زيادة يحصل على إثم، فسكوته حينها خير من كلامه. ? أما كيف يصلي علينا الله تعالى؟ وما هو ثواب الصلاة على النبي وآله الطاهرين فهذا متروك للحلقة الثالثة. ? إذا استفدت من البحث انشره كي تعم الفائدة ونتشارك الأجر.
✍ الباحث الإسلامي الأستاذ محمد سلمان زاير الربيعي.