سوسيولوجيا التصوف الشعبي المغربي:نظرات في قضايا المدنس

  • نشره :

  • 13 - 04 - 2014
  • 14469
يعتبر التصوف الشعبي في المغرب مجالا خصبا للدراسة والتحليل رغم ما كتب وألف عنه،وهو رقعة شاسعة لا يمكن لمها بشكل من الأشكال،إذ تعد الظواهر التي ترتبط به عبارة عن منظومات ذات مساحات متنوعة ودلالات رمزية مبطنة وشحنات ميثولوجية يصعب على الباحث أن يلمسها ولو بشكل سطحي في بعض الأحيان.

وقد برزت هذه الظاهرة حينما أثيرت مجموعة من القضايا التي تخص مجالين مهمين؛ يتجه الأول نحو ما يتعلق بالقداسة ،والثاني ما يقابلها من قضايا الدنس ،وظلت هذه القضايا تثير الكثير من الجدل حتى اختلط الحابل بالنابل ولم نعد نفرق بشكل واضح بين التصوف الذي ينحو طريق الحق وبين ذلك الذي يتجه نحو العبث والمصالح،ونختص نحن في هذه المداخلة بمجمل القضايا التي ترتبط بالمدنس والدنيوي وهي أقطاب متعددة تتطلب كثيرا من التفسير والتحليل.
وبعد الدراسة والجمع والقراءة آثرنا أن نقسم قضايا المدنس في التصوف الشعبي المغربي إلى قسمين: يتعلق الأول بقضايا المدنس من الداخل ونقصد بذلك ما يراه المتصوف ذاته مدنسا؛أي ذلك البعد الذي يرتبط بالممارسة،وقسم أخر يعنى بالقضايا الخارجية؛أي ما يتعلق بالنظرة الخارج عن الزاوية أو الطريقة وبالأخص تلك القضايا التي تظهر خارج الممارسة الذاتية للمتصوف وتمس جانبا من الجمهور والتي تظهر كنتيجة للتصوف الشعبي داخل المغرب،ومن تم تكون إشكالية هذه المداخلة تتعلق بمجمل القضايا المدنسة داخل الممارسة وخارجها،غير أننا نتناولها ليس من جانب الوصف فقط وإنما برؤية تنزع نحو النقد الذاتي الموضوعي على اعتبار أن القضايا التي يطرحها التصوف الشعبي بالمجتمع المغربي خرجت عن ما يسميه المستشرق وستر مارك بالدين النصي إلى مستوى أخر ارتبط بالممارسات الخارجة عن الدين الأرتذكسي الصحيح،وهذا الاختلاط إنما يعود كما وضح الكولونيالي درمنغن إلى بقايا وثنية.

أولا : القضايا الداخلية :
يطرح التصوف الشعبي كما قلنا وجهتين للبحث؛تتعلق الأولى بالممارسة الطقسية الداخلية؛أي مجموع الممارسات و التمظهرات التي تكون بمثابة قواعد لا يمكن للممارس داخل الرباط أو الزاوية أو الطريقة أن يتخطاها،فكل خروج عنها ما هو إلا وقوع في الغلط ومن ثم تصريف للمدنس وخروج عن المقدس،إنه بعد متميز لا يمكن ان نحصل عليه إلا ونحن نرصد كل كبيرة وصغيرة داخل الفضاء التصوفي الشعبي والذي نجد لبه في المواسم التي تتميز بها جغرافيا المغرب الكبير،تتجلى هذه الممارسات بشكل واضح ونستطيع رصدها ونحن نطبق مبدأ الملاحظة بالمشاركة أو المباشرة،وقد استقينا هذه القواعد لنوضحها هنا في التحليل،كما يمكننا القول أنها قواعد تتشابه أو ربما-كما خلصنا- تعتنقها جل الطرق الصوفية الشعبية داخل الفضاء المقدس.
وأول هذه القضايا الداخلية ما يسمى إتباع النفس الأمارة ( العزوف عن كل ما تستطيبه النفس في المعتاد) والابتعاد عن مغريات الحياة(المال-المسكن…)؛إذ تعتبر قضية إتباع النفس الأمارة من بين أهم الشروط الأساسية التي لا يبغي للمريد في الطريقة الصوفية أن يتبعها،فمن أراد أن يكون متصوفا حقا يجب عليه أن يزكي نفسه ويتحكم فيها وأن يعزف عن كل ما يرتبط بانتفاعها،وهي من بين الأشياء الغير مقبولة في الممارسة التصوفية سواء بالمغرب أو في بلد أخر،وهي من وجهة نظر المتصوف الحق إمارة على الدنيوي وكل ما يرتبط به،ومن ثم فهي قضية تحمل في طياتها خصوصيات الدنس بل أنها تجعل صاحبها ينزل من مراتب عليا إلى مراتب دنيا،لذلك فالممارسة الصوفية تبتغي من الممارس أن يتجرد من كل ما هو دنيوي لأن هذا الأخير مرتبط بالمدنس.
ويعتبر التشديد على النفس والامتناع عن المباحات،وهذا صار من أبرز سمات التصوف الشعبي اليوم،أمرا ضروريا،وهذا الأمر نتج عنه انحراف نزعات النفس البشرية وميلها إلى الغلو،وقد وجد شيء من هذا في عهد النبي صل الله عليه وسلم كالثلاثة الذي تقلوا العبادة وأرادوا الزيادة والغلو وأنكر عليهم الرسول صل الله عليه وسلم ذلك،وهناك جماعة تابعة لطرق اعتزلوا الناس وأخرى تشدد على نفسها في العبادة وجماعات عرف عنها الخوف الشديد والبكاء المستمر وغير ذلك كالتزام الجوع والعطس والسهر ومكابدة المشاق ولزوم الزوايا مدة طويلة والامتناع عن الزواج ،ويحيلنا كل ذلك على مسألة مهمة ربما يكون المتصوف الشعبي أو الممارس لا يعيها بالضرورة،إنها مسألة مجاهدة الجسد وتخليصه من الخصوصيات الدنيوية؛معنى ذلك أن الممارس رغم أنه يخلص النفس من البواعث والمكبوتات التي تجعله ينساق مع المدنس فإنه يعبر على هذا التخلص بمكابدة هذه النفس من خلال تجريد الجسد من حقوقه العادية في مجال الحياة،وتتجلى رمزية ذلك عندهم حينما يبلغون مرحلة الولاية أو المشيخة،إن صراع النفس والجسد هنا لا يعدو أن يكون مجرد عملية تطهير داخل-خارجية تدلل على أن ذلك المتصوف لا يمكنه الاستمرار لأن هذا الأخير فعلا يتخذ عدم إتباع النفس الأمارة بالسوء قاعدة لا محيد عنها في النهاية،بل أنها المدخل للتجرد من لوازم الحياة التي سرعان ما تجعله ينسلخ من أبعاد المجال البصري والنفسي الاستطرادي بشكل واضح.
وإلى جانب تلك القضية هناك ما يسمى بــ التزين والإكثار من الملابس (حلق الشعر والملبس البسيط...)، إذ يُعتبر التزين والإكثار من تنويع الملابس أمرا مرفوضا داخل الطرق الصوفية،إذ على الزاهد أن لا يلبس ملابس كثيرة وذات ألوان وأشكال متعددة لأن ذلك مدعاة للتفاخر والنرجسية،وتعتبر أشكال الزينة محرمة بشكل قطعي لأنها تعكس وجوب النعمة على الفرد،بل حرموا على أنفسهم أن يتزينوا وأن يلبسوا لأن ذلك جلب للشيطان واللذات مما يجعل الإنسان ضعيفا أمامها ومن ثم ينساق إليها،مما يوقعه في الدنس ويخرجه عن العالم الرباني القدسي.
ولابد من التقشف إذ أن بعض الطرق الصوفية الشعبية كالطريقة البوتشيشية تفرض على المريدين الالتزام باللباس الأبيض داخل الزاوية وخارجها،وبعضها كالكناوية تفرض الأحمر والأسود وطرق أخرى تفرض ألوان أخرى،ويعتبر حلق الرأس أيضا من بين الأساسيات في التصوف الشعبي إذ أن بعض الطرق اعتبرت الشعر الطويل دنس لا يمكن الاحتفاظ به ومن ثم يجب حلقه من طرف الشيخ،في حين أن الشعر الطويل غير المحلق يعتبر من ضروريات الطريقة العيساوية في طقوس الحضرة،لكن ربما نتسائل أنه إذا كانت الطرق الصوفية تعتمد على المقاربة الدينية؛فمن أي دليل يمكن اعتبار حلق الرأس من عدمه أمرا مدنسا ؟ ربما أن الإجابة بالنسبة للممارس تكون مرضية لأنها مبدأه في ذلك،لكن بالنسبة للأطراف الخارجية فلا نجد أي داعي أو سبب،حتى في غالب الأحيان من الجانب الديني،إذ ليس هناك في الإسلام شيء يحرم أو يحلل ذلك،إننا إذا،من خلال ما نقوله نعود بالضرورة إلى أن مجمل هذه المبادئ والخصوصيات والقواعد ليس لها علاقة بالدين مطلقا إذ تتحكم فيها عوامل كثيرة يمكن أن تكون إحداها ترجع فعلا إلى مقولة البقايا الوثنية من جهة،ثم تكون أيضا قد تكونت طبقا لمبدأ التكرار حتى ارتسمت وصارت من الخصوصيات من جهة ثانية،وربما أيضا تكون هناك عوامل أخرى تتعلق بمختلف العرقيات الموجودة داخل الفضاء الجغرافي المغربي حتى اندمجت وصارت أمرا واحدا لا يمكن تجزيئه،ومن الممكن أن تكون هناك عوامل كثيرة أخرى.
وبالإضافة إلى تلك وذاك،هناك قضية أخرى تتعلق بـ الإكثار من الأكل ( البركة والشفاء) فبقدر ما هو محمود للنفس والبدن بقدر ما هو مذموم بالنسبة للمتصوف،إذ يعد الإفراط في الأكل من غير شروط الزاهد والمتقشف،ويربطون الإفراط في الأكل بالبركة والشفاء،فكلما قلل الإنسان المتصوف من الأكل كلما كانت البركة حاضرة وكلما كان الشفاء من خلال تلك البركة مُحلا دائما.
ونحن نعلم أن ارتباط الأكل بما يسمى البركة هو ارتباط روحي أكثر منه مادي،بمعنى أن حلول البركة في الأكل تربط المتصوف بالله جل جلاله،وكلما كان مرتبطا بالله كلما كان عليه أن يُنقص من المأكل خدمة للرب،لذلك يتخذ أكل المتصوف صيغة المقدس،وكلما أفرط في الأكل كلما كان المتصوف بعيدا عن الزهد؛الأمر الذي يجعل الجسد قريبا من الدنيوي،لذلك كان الإفراط في الأكل بالنسبة للممارس المتصوف مدنسا وغير مقبول،بل أن الأكل حتى الشبع مذموم أيضا لاعتبار البركة تتعلق بالقلة عوض الكثرة،ومفهوم القلة مرتبط حكرا بالقناعة والتقشف؛وهي إحدى قواعد المتصوفة بشكل عام،إن اعتقاداتهم تصرف أفعال القناعة وتعطيها معاني مقدسة غير عادية لا علاقة لها بالواقع،إنها بهذا المعنى ترفع درجة الأكل العادية إلى درجات روحية ترتبط بسلم التعبد ومن هنا يستمد الأكل قوته الروحية كدلالة رمزية لا علاقة لها بالمادة المحسوسة،ومن ثم تصبح البركة والشفاء تتجلى و تتمظهر في الأكل. 
كما تفرض الطرق الصوفية على المريد أن يظل عاكفا من أجل العبادة،بل تجبره على عدم الانقطاع إذ أن الاقتصار في التعبد وعدم ملازمة المسجد أو الزاوية (الزهد والنسك والتجرد والانقطاع ) يعد مدنسا،وهي قضية أخرى مهمة نجدها سارية عند المتصوفة الشعبيين المغاربة.
إن زاد الطريق الحق كما يقول المتصوفة هو أن يكون المريد قادرا على التعبد طول الوقت في ركن من أركان الزاوية،إذ أن التصوف في جوهره هو الفهم الواعي للدين والعمل به على شكل عبادات وسلوك يمارسها العباد مع نفسهم ومع غيرهم،وقمته المعرفة في محيط ما وراء الطبيعة(الغيبيات) لذلك فالوصول إلى معرفة الله يتطلب الزهد والنسك والتجرد والانقطاع عن الدنيا والعكوف،وبالتالي لابد من مداومة العبادة ليلا ونهارا داخل المسجد أو الزاوية أو الضريح إذ يعتبر الانقطاع عن ذلك مذموما ومرفوضا نهائيا،فهو يلقي بالمتصوف من مرتبة عليا إلى مرتب دنيا وكلما نزل في السلم كان ذلك مرتبطا بمتاع الدنيا وما دام كذلك فإنه قريب من المدنسات التي تفسد طريق المتصوف الحقيقي.
وقضية عدم الانقطاع في العبادة تجرنا أيضا أن نتحدث عن قضية أخرى لها أهميتها في الجانب الصوفي؛فحواها أن لا يتجرد المريد من الأخلاق(الصلاح والورع والفضل) على اعتبار أن الإنسان الذي لا يتمتع بمكارم النبل والأخلاق الحسنة كالفضيلة والكرم والجود والعطاء والسخاء والورع والصلاح وغيرها من السمات الخلقية لا يعتبر متصوفا ولا يرقى في سلم المقدس،إذ تعتبر تلك الصفات هي المدخل الأساسي للتعرف على الدين الحقيقي والذي يفصح عنه الله تعالى للمتصوف في ممارساته داخل المسجد و الزاوية،إنه أمر لابد منه وإلا كان الإنسان شريرا وشيطانا بطبعه وما دام شيطان في صورة إنسان فإنه مثله مثل الروح النجسة.
هذه إذن كانت أهم القضايا التي تعتبر من مبادئ المتصوفة الزهاد الذين يداومون على عدم الاتصاف بها،إذ أن الإنسان الذي يخترق هذه القواعد لا يعد متصوفا أو مريدا أو صالحا،وهي قضايا كما أشرنا تبقى من زاوية النظر الداخلية؛أي كيف يرى الممارس المتصوف ذلك بنفسه؛وسنمر الآن للحديث عن أهم القضايا التي تتعلق بالمستوى الخارجي،أي ما يراه الناس مدنسا.

ثانيا : القضايا الخارجية 
ويمكن القول أن أول قضية يراها الناس بوضوح في التصوف الشعبي هو إرتباطه في أحيان كثيرة بمجموعة من الطقوس والطلاسم التي تدخل في الجانب السحري والشعوذة؛وإذا درسنا السحر وجدنا أن معظم محرماته تستمد قوتها من الأشياء النجسة،والدين هو على نقيض السحر على اعتبار أن الممارسة الدينية والكتب المقدسة تمتاز بالطهارة،فالسحر يشتمل على جميع الوسائل الطالحة،يــقول رينيه هوبير بهذا الصدد : " السحر جملة من العقائد مفادها أن بعض الطقوس من إشارات وأقوال لها القدرة على التأثير في الأشياء والكائنات بل في استعدادات الفرد الخلقية وما هو سوى استغلال أكثر ما يكون فرديا للقوى المبثوثة في أرجاء العالم،كما كانت تؤمن به المنطقية الأولية " .
وقضية السحر والشعوذة طرحت في طريق التصوف بشكل واسع،إذ أن بعض الطرق الصوفية بدأت تستعمله أثناء المواسم أو في الاحتفالات المتعلقة بالمولد النبوي أو في طقوس عيشورا و غيرها، وأصبحت هذه الطرق تستعمله باعتباره منفذا لكثير من الأشياء التي ترتبط خصوصا بالشفاء والبركة كما نجد لدى الطريقة القادرية و العيساوية و البوتشيشية في بعض الأحيان،وهي غالبا ما تراج في السر،وقد أشار فسترمارك أحد المستشرقين الذين درسوا المغرب إلى أن التصوف الشعبي بالمغرب انغمس في السحري إلى درجة أن السحر تداخل مع الدين،وهذا ناتج في نظره عن الحضور القوي للبقايا الوثنية للحضارات القديمة التي استمرت ممارساتها إلى يومنا هذا؛ على اعتبار أن البركة والاعتقاد في الصلحاء الوسطاء هي أقدم بكثير من الديانة الإسلامية وقد كان الوسطاء وخصوصا عند الأمازيغ يزكون أنفسهم بالطقوس السحرية الطلسمية والشعوذة التي كانت تبدو على شكل بركة أو كرامة،ومن هنا أخذت قضية السحر طابعها المدنس في التصوف،وقد حيكت الكثير من القصص والأساطير حول قضية البركة والكرامة حتى أصبحت بدورها من القضايا المدنسة التي أسالت الكثير من مداد الباحثين والمتخصصين في علم الاجتماع و الأنتروبولوجيا و الإثنوغرافيا وغيرها من العلوم الإنسانية.
بل أن البركة و الكرامة بعدما كانت في الأيام الخوالي من حسنات الأولياء الصادقون،أضحت اليوم من بين المدنسات،لأنها حسب الملاحظة ارتبطت بدورها بكثير من الأساطير والحكايات الباطلة،منها عملية الصعق،وأكل السبع،والجري فوق الماء،والسفر في الهواء(...) حيث أضاف متصوفوا الطرق اليوم إلى الكتاب والسنة أوهامهم وخرافاتهم باسم أنها إلهامات،وعلى هذا الأساس يتلونها عوضا عن الحديث والقرآن وفرضوها على مريديهم وجعلوها قواعد لا مناص منها،وعندما يسألون عنها يقولون:" روينا عن رسول الله في المنام واليقظة مدعين أنهم صححوا وعدلوا في شيء،ومن ثم جعلوا الحديث لعبة يلعبون بها لإثبات مزاعمهم ونظرياتهم وسموا أقوالهم كشفا وإلهاما .
وتعتبر الكرامة علامة على صدق الولي أو الصالح،وكثير من المتصوفة يربطونها بالمعجزات وهنا خرق لما هو مألوف وأمر يدخل في تدنيس الدين وإفراغه من محتواه،وهناك من المتصوفة من أدعى الصلاح وثم النبوءة وكان ذلك من مصائب الأفعال ومن أشرار النفس ،والكرامة هي شيء خارج للعادة يظهرها الله على يد وليه،وغالبية أهل السنة يجيزون وقوع الكرامات ويفرقون بينها وبين معجزات الأنبياء،إلا أن المعتزلة وبعض الأشاعرة ينكرون وجودها ووقوعها،والذين أنكروها بحجة أنها تؤدي إلى الفتنة بسبب الالتباس الذي قد يحصل بين الأولياء والأنبياء،إضافة إلى أن الغالبية العظمى من الأولياء مأمورون بإخفاء كراماتهم في الوقت الذي أمر فيه الأنبياء بإظهار معجزاتهم،ويستدل القائمون بجواز الكرامة وقوعها بما ذكر في القرآن الكريم عن مريم بنت عمران " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا " ،وعلى كل حال في أحايين كثيرة لا نستطيع الفصل بين أمور الشعوذة والكرامات بشكل دقيق،وفي هذه الحال ارتأينا أن نعرض فقط المعلومات التي بين أيدينا لنترك للمتلقي فرصة الحكم على هذه الأمور خصوصا عندما نعرض عن مكانة الشيخ لدى المتصوفة خصوصا فيما بدأ يروج من تسلط بعض المشاييخ على مريديهم وادعاء الكرامات تحت ستار من السحر والشعوذة والأساطير والقصص الخادعة والباطلة،خصوصا أن للشيخ عند أهل التصوف وخصوصا الطرقي مكانة خاصة حيث يعتمدون عليه لسلوك الطريق الحق كما يعتقدون. 
وإلى جانب ذلك كله ارتبط التصوف الشعبي أيضا بقضية الجن والأرواح،وقــــد بين بول باسكون كيف أن الطرق و الزوايا اليوم أصبحت تلعب دورا مهما في الاعتماد على غير الإنس،لقد بدأت هذه القضية حينما أحدت بعض الطرق الصوفية الشعبية تعتمد في مجموعة من مواسمها على استحضار الجن والأرواح،وبدا ذلك جليا في مختلف المواسم والمناسبات حيث تحضر إلى جانب المواسم العديد من الظواهر أهمها وجود مغارات وخيام لطرد الأرواح الشريرة أو جلبها وكل ذلك يحدث على مرأى الجميع، في هذه الطقوس تحضر البركة بصيغة السحر ويحظر الخلاص بصيغة الدين كما مبادئ التسليم بصيغة المقدس بعدما كانت من غياهب المــدنس (ظاهرة الصرع،الحسد،العين،التابعة،،،)،ولابد أن نتحدث هنا عن ما فعله الباحث المغربي حسن رشيق في دراسته حول شمهروش مالك الجان،وكيف لعبت الزوايا والطرق الدور المهم في اعتقاد مفاده أن ملك الجان هو المحكمة العليا التي تفصل في القضايا المتعلقة بغير الإنسان،وقد أصبح الطرق الصوفية الشعبية تزور مقامه اعتبارا بأنه يمنح البركة ضد الأرواح.
إن التصوف الشعبي المغربي بالفعل يعكس قضايا متعددة تبدو في البداية أنها مرتبة بالدين،لكنها في العمق ممارسات مدنسة لا علاقة لها بما جاء به الإسلام على الإطلاق فبالإضافة إلى الجن والأرواح والبركة وغيرها يحضر الرقص والوجد وتحريك الجــــسم ( الإنشاد والسماع ) بشكل لافت للغاية،فالسماع مفهوم واسع يشتمل على ما يسمعه الإنسان من أصوات عذبة وأغنيات وأشعار وموسيقى ونثر وقرآن،وهو يدل على السمع والاستماع وآلته الأذن والإحساس بالأصوات،وهو عند الإمام القرطبي يتخذ معنى المكالمة بالمشافهة،أما الصوفية فإنهم يطلقون السماع على فهم يقع لأحذهم بغتة يكون عند وجد وغيبة؛سواء كان ذلك من نظم أو نثر أو غيرها،فهو رياضة عملية يصطنعونها لترقيق القلب و تهيآته وإثارة الوجد وتزكية نار الحب والشوق و وغيرها من الانفعالات الكامنة في النفس من أجل الوصول إلى الانفعال،قال الجنيد :" الرحـــمة تنزل على الفقير في ثلاث مواضع،عند الأكل فإنه لا يأكل إلا عن حاجة،وعند الكلام لأنه لا يتكلم إلا لضرورة،وعند السماع لأنه لا يسمع إلا عن وجد" .
لقد اخترع أهل كل طريقة قرآنا لها بصورة مواجيد وترانيم وقصائد وأناشيد وأذكار مختلفة غريبة،وحاكوا الأساطير والقصص الباطلة،وجعلوا الرقص والوجد وتحريك الجسم وتدوير الرؤوس آليا تصوفا ودينا،كما جعلوا حجهم زيارة القبور والطواف حولها وأكل ترابها والتمسح بجدرانها طيلة أعوام واعتكافهم في التكايا والربط والزوايا والدخول في سراديب الأرض وكهوف الجبال و غيرانها والسياحة في المقابر والقفار،كما عكسوا مفهوم الزكاة وجعلوها التسول والاسترزاق والاستعطاف وجعلوا اليد السفلى خير من اليد العليا فأعرضوا عن العلم والعلماء. 
بل أكثر من ذلك جعلوا الرقص والتمايل وجدا وطربا والذكر وحلقاته والحركات كالتصفيق والبكاء وضربات الذكر وتحريك الرأس والجسد آليا وبهلوانيا والجلوس بين يدي الشيخ كالجلسة بين يدي الرب والخشوع والخضوع وعدهم التنفس أمامه والسؤال منه وعدم الاعتراض على كل ما يفعله ويأمر به، ومن بدعهم أيضا ما يسمونه سماعا وهو سماع أناشيد وأبيات غزلية فيها ذكر الهجر والوصل والقرب والبعد والحنين والمعشوق والحسن والخصال والدلال والخمر والكؤوس،والساقي والسيقان مع وجود الآلات والطرب واتخذوا ذلك ما دون القرآن،وجعلوا هذا السماع من لوازم التصوف بعدما كان خاليا منه،وجعلوه في مرتبة القرآن،وهذه الأبيات والترانيم والقصائد والأشعار الغزلية المليئة بذكر ما يذكره المتصوفة لا تقرأ ولا تنشد بصوت طيب،بل أحيانا تغنى على ألحان وأنغام مع آلالات الطرب واللهو والغناء . 
كما نجد أيضا بدع الصعق و الغشي مثل الرقص والقفز والتمايل والسقوط والصياح والرعدة عند الذكر،وقد عارض العلماء أمثال ابن سرين وغيره هذه الأفعال باعتبارها ضعفا معنوي،وباعتبارها كذلك شكل من أشكال المدنس إذ تخرج صاحبها من درجة الخشوع والقداسة إلى درجة النجاسة والدنس ،قال العلامة أبو عبد الله القرطبي في تفسيره ردا على الصوفية الذين يرقصون ويصفقون و يصعقون: " وذلك كله منكر يتنزه عن مثله العقلاء ويشتبه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت،وقد أجمع الصوفية الأوائل على ذم الرقص والصعق،وأما أهل زماننا كالدرقاويين و البوتشيشيين و التيجانيين فدينهم الرقص والشطح باسم الذكر،وقال أيضا فأما ما ابتدعته الصوفية اليوم من الإدمان على سماع المعاني بالآلات المطربة من المعزف الطار والأوتار فحرام " .
وللسماع ارتباط وثيق بالموسيقى؛فقد استعمل القدماء هذا النوع منها في المعابد كالألحان والأغاني المرققة للقلب والذكر،وبعض الطرق الصوفية اليوم تعتبر أن الغناء يؤدي إلى الخير،وقد قال أبو عثمان المغربي:" من ادعى السماع ولم يسمع صوت الطيور وصرير الباب وتصفيق الرياح فهو فقير مدع"،وقد ارتبط اليوم عند البعض بجلب الأرواح واستحضارها لأن الغناء يؤثر في العالم الروحاني،وهو أيضا أحد الأليات التي يتجيب لها العالم الأخر.
زد على ذلك تعتبر قضية تقديس القبور والأشجار والحيوانات والأحجار والجذران (زيارة القبور والتبرك بها والطواف حولها ) فقصد القبور وتعظيمها والاعتقاد فيها وبناء القباب والمساجد عليها ومنها ما هو كفر وشرك ومنها ما هو بدعة محرمة وتختلف في درجاتها،وإن تعظيم القبور والخلو فيها وعبادة أصحابها من دون الله تعالى أخطر ما وقعت فيه الكثير من الطوائف والطرق الصوفية فوضعوا على القبور القباب والمناديل وجعلوا لها أمكنة لاستقبال المريدين والمتبركين،وجعلوا منها مركزا للطواف والعكوف والصلاة وأوحوا إلى روادها أن الأموات يشفعون لهم،وهو دليل على التهاون والجهل بحقيقة ما جاء به الإسلام،وأدى ذلك إلى التصديق بحكايات حيكت لهم عن تلك القبور أن فلانا استغاث بقبر الصالح الفولاني في شدة فخلصه منها وهكذا،كما عظموا الأشجار والآثار كالأحجار والجذران وغيرها،وقد صار تتبع هذه الآثار من بين أهم القضايا المدنسة في التصوف الشعبي،حتى قيل أن هذه الشجرة أو تلك الأحجار أو ذاك المنبع من الماء جلس فيه أو شرب منه الشيخ فلان ونفث فيه البركة وبالتالي فهو منبع وموضع للشفاء. فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صل الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " .
يتحدث ادموند دوتي على كثير من صور التقديس في الطرق الصوفية الشعبية ويتكلم بالأخص عن تقديس الأمكنة والأشجار ونقاط الماء،وهو يحكي هنا في دراســـــــته ملاحظات حول الإسلام المغاربي عن " للا تكركورت" الموجودة في جنوب مراكش يقول : " إن هناك الكثير من الصور المرتبطة بالقداسة من بينها الأشجار والأحجار،فالمنبع المائي المقدس الذي يوجد بمنطقة جنوب مراكش يقدم لنا نموذج واضح لعملية أسلمت عبادة بربرية هي للاتكركورت تمثل ببساطة القوة المقدسة للمنبع وهي عبادة وثنية قديمة تعود إلى الديانة اليهودية حينما كانت مزدهرة في المغرب وتمت أسلمتها مع مجيء الإســـلام تحت إسم للاتكركورت فأصبحت مزارا للمتصوفين الشعبيين بل حتى لعامة الناس " .
إننا نصل هنا إلى قضية محرمة قطعا هي الثأر من الجسد ( الضرب بالخناجر وإحراق بعض مناطق الجسم وشرب الماء الساخن ) إذ نجد على سبيل المثال ضرب الشيش وهي عادة تابثة لدى العديد من الطرق الصوفية وخاصة الطريقة الرفاعية،و الضرب بالخناجر كما لذة الطريقة الحمدوشية و كذا حرق الجسد بالنسبة للطريقة الرفاعية وشرب الماء الساخن لدى الطريقة العيساوية وأكل اللحم النيئ وافتراس الحيوانات بدون ذبح وغيرها من الظواهر التي تخرج عن السياق النصي الديني لتعانق المحظور و المرحم دينيا واجتماعيا.
للصوفية شعائر ورسوم يتمسكون بها وهي مرتبطة بالطرق الصوفية،والطريقة لها أركان منها الشيخ أو المرشد أو الصالح،ولابد أن يرتبط المريد بالشيخ ويسير على نهجه ويسلم له ولا يعترضه حتى ينزل منه الشيطان،ومن شروط التوبة عندهم التوبة على يد الشيخ،و المشيخة تعتبر ضرورية كونية ويعتبر العهد والبيعة من الأمر التي يشددون فيها على المريد ويلزمونه على ان يلتزم بالآداب مع الشيخ،ومن هذه الآداب أن يستسلم له تماما ويكون بين يدي شيخه كالميت بين يدي الغاسل،ونقل بعضهم عن أحد كبار الصوفية أنه قال: " لو أمرني الشيخ أن أسجد للات لسجدت "،بل أن طلب الدليل في مسألة من شيخ يعتبر من الكبائر،ويقول إسماعيل القادري أحد صوفية الطريقة القادرية المعاصرين " الرابطة هي أفضل من الذكر،وهي حفظ تصور صورة الشيخ في الفكر،وذلك للمريد أفيد وأنسب من الذكر،لأن الشيخ واسطة في الوصول إلى الحق جل وعلا " لذلك فهم يتعلقون بشيوخهم وعبادتهم من دون الله لتفريج كبريائهم وقضاء حوائجهم وهي تسمى عندهم بالرابطة . لذلك يعتبر تقديس الشيخ أو الولي أو الصالح أمرا مقبولا من طرف المريدين ولكنه بالنسبة للنظرة الخارجية مدنسا،نقل عن الإمام أحمد بن عباد قوله:" لابد للمريد في هذا الطريق من محبة شيخ محقق،مرشد قد فرغ من تأديب نفسه وللتخلص من هواه،فيسلم نفسه إليه في كل شيء من غير ارتياب ولا تردد ".
لقد اخترع المتصوفة أيضا ألفاظ غريبة ورموزا،وزعموا أن للحروف والرموز أسرارا و اضمارات وطبائع وإشارات متأثرين في ذلك بالعلوم السحرية والطلسمية التي فيها كفر وظلال،حتى ألفوا في ذلك كتبا ورسائل يذكرون فيها أسرار الحروف ورموزها وأهمها ما يعرف بالجدول:وأول الحروف حرف الألف وخادمه الرئيس الأكبر رئيس ملائكة الحروف : (هَطْمَهْطلْقِيَائيلْ) وإضماره: (هَدْهَيُونْ شَلْهَميدْ طَمْخَللش بُهُلَميلَخْ) وحرف الباء وخادمه الملك جَرْهْهَيائيل وهكذا حتى تنتهي الحروف،كما أنهم وضعوا وظائف مختلفة للتأليف والتفريق وقضاء حوائج الناس وما يحتاج إليه الإنسان في كل وقت وللتسخير وإلقاء البغضاء والفرقة وخراب الأمكنة والدور وتسليط العذاب على الأعداء وجلب الغائب وتغييب الحاضر وغيرها من الأمور السحرية،وتسخير الأرواح والملائكة ،لذلك شكلت قضية الغيبيات (الرموز والحروف ودلالاتها الغامضة) حجر الزاوية في كثير من الطرق الصوفية الشعبية.
إننا رغم كل ما قلناه لم نمس سوى النزر اليسير من القضايا المدنسة داخل أشكال التصوف الشعبي المغربي،الذي تداخلت فيه مجموعة من الممارسات و الطقوس حتى أصبحت عادات وقواعد لا يمكن الانعزال عنها،إن هذه الأشكال يختلط فيها الحلال والحرام والمحبذ والمذموم بصيغة الثنائيات تنصرف بين الداخلي الباطن والخارجي الظاهر،بل هذه الثنائية تجري وفق تعدد الرؤى والمناهج داخل هذه الطرق،ووفق ما رأيناه تبقى القضايا المدنسة تعارض الدين بشكل قطعي لأنها في الأصل لا تنتمي له ولا تتقاطع مع حدوده رغم أن أصحاب الطرق والزوايا الشعبية يدعون الولاء والصلاح،وربما كما خلصنا تكون هذه القضايا قد تشكلت عبر الزمان وتناقلت عبر الأمكنة حتى استقرت وأصبحت من الأساسيات،إننا رغم كل ذلك نحتاج إلى الكثير من البحث والتنقيب،وربما يسعفنا التاريخ في ذلك لأنه كشف كيف لعبت الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الدور الكبير فيما يخص مسار التصوف بالمغرب،وكيف كانت هذه الظروف تعصف بهذه الطريقة أو تلك بحكم الواقع الضاغط. 


المصادر والمراجع 
-;- القرآن الكريم 
1. إحسان إلهي ظمير : دراسات في التصوف ، دار الإمام المجدد ، القاهرة – مصر ، الطبعة الأولى 2005.
2. توفيق البكري : رسالة في الكلام عن نشأة التصوف والصوفية وأعمالهم ، تحقيق طه علام ، مطبعة العاصمة ، القاهرة-مصر ، طبعة 1976.
3. كوكب عامر : السماع عند الصوفية،خاصة عند الغزالي ، شركة إخوان رزيق للنشر والطباعة ، مصر الجديدة-مصر ، طبعة 1988.
4. ممدوح الزوبي : الطرق الصوفية : ظروف النشأة وطبيعة الدور ، الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع ، سورية – دمشق ، الطبعة الأولى 2004.
5. مصطفى باحو : لماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم ، جريدة السبيل للنشر ، الطبعة الأولى 1428 هـ/يونيو 2007.
6. يوسف شلحت : نحو نظرية جديدة في علم الإجتماع الديني (الطوطمية، اليهودية،النصرانية،الإسلام) ، دار الفرابي ، بيروث لبنان ، الطبعة الأولى 2003.
7. عبد الكريم الخطيب : التصوف والمتصوفة في مواجهة الإسلام ، دار الفكر العربي للنشر ، الطبعة الأولى 1980.
8. عمر عبد الله كامل : التصوف بين الإفراط والتفريط ، دار ابن حزم ، بيروث – لبنان ، الطبعة الأولى 2001.
9. Edmond Doutté : Notes sur l’islam Maghrébin -;-les marabouts , extrait , de l’stories des religions , TOM XI et XII , enest loroux édition , paris , 1900.


اذا لم تظهر لك التعليقات فأعد تحميل الصفحة (F5)

مواضيع أخرى للناشر

الاميبا اكلة الدماغ.

الأميبا آكلة الدماغ هي أحد الطفيليات النادرة التي تدخل إلى المخ عن طريق الأنف وتستهلك خلاياهوقد أصيبت بها فتاة ذات
......المزيد

في نقد إيديولوجيا الأجيال الميتافيزيقية* في الخطاب الفلسفي/والثقافي أو إشكالية استرداد الحق الابستمولوجي المهدور

- قراءة نقدية في الحوار المعرفي مع الأستاذ د.حسن ناظم اعتقد أن الأستاذ الدكتور حسن ناظم، قد سلطّ الضوء في
......المزيد

وجود عشوائى-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان .

- نحن نتصور ونتوهم بأن هناك نظام ما يحكم الوجود ليرتبه ويقدره ويغمره بحكمته وتدبيره حيث كل الأمور تحت السيطرة
......المزيد

أكرام الضيف والتطور الحضاري

من الصفات الثابتة عند العرب في قديم الزمان وحاضره ، اكرام الضيف والقيام بقضاء حاجته قدر الامكان ، وان كلفهم
......المزيد

فلسفة الضحك

يسير الضحك مع البهجة جنبا إلى جنب، يحاول الفرد الإنساني من خلال ابتسامته أو قهقهته التعبير عن مقتضاه، و يعبرُ
......المزيد

سوسيولوجيا التصوف الشعبي المغربي:نظرات في قضايا المدنس

يعتبر التصوف الشعبي في المغرب مجالا خصبا للدراسة والتحليل رغم ما كتب وألف عنه،وهو رقعة شاسعة لا يمكن لمها بشكل
......المزيد

فـن الـتـعـامـل مـع ذوي الـطـبـاع الـصـعـبـة

1- العدواني إن الشخص العدواني دائمًا يجعل سلاحه سلاح تحدٍّ وتصويب وغضب، وهذا هو ذروة الضغط والسلوك العدواني.
......المزيد

تجربة علمية لتحديد قوة الرياح

إكتشف الإنسان طاقة الرياح منذ زمن بعيد ، فقد استفاد من هذه الطاقة في تسيير السفن و المراكب في البحار
......المزيد