نشيدة سعدون
هل زرتها في قبرها كما وعدتها ياعلي ؟
هل كشفت لها عن طبّرة هامتك ؟ هل باغتتك , واختطفت يمينك لتلثمها ؟ أنا أعرفها , هي لا تتورع عن فعلها , هي تعرفك تماما , تعرفك اكثر مني , تعرف كل شي عنك , كأنها كانت حاضرة عند ولادتك !
كانها كانت ممن تشرف في تشيّع جنازتك !!
كأنها كانت ممن شارك زينبا أحزانها ولوعتها في الليلة التاسعة عشر من رمضان ..
جدتي لأمي نشيدة سعدون , كانت دائماً معك حينما كنت تستجيب لكل أمر مسبوق بــ(من ) ؟ : أنا يارسول الله , أنا يارسول الله !!
كانت معك وانت تنام مطمئناً على فراش ابن عمك , في تلك الليلة العظيمة التي كان يخطط فيها الشيطان لأغتيال القمر !
كانت تقسم على الله , بعبدالله الرضيع , ان يحفظك من غدر قريش في تلك الليلة !!
جدتي نشيدة سعدون , كانت تهلهل لكل تكبيرة تطلقها شفتاك في ساحة الوغى !!
جدتي حضرت , ليلة عرسك , وليالي ولادة اسباط اخيك المصطفى !
جدتي كانت حاضرة كل المشاهد العظيمة ياعلي ..
هل سمعت عجوزاً نادتك بأسمك المجرد ثلاث مرات يوم الغدير : ياعلي , ياعلي , ياعلي ؟!! تلك التي كانت تشد علگا اخضراً على كفنها ' كانت جدتي نشيدة سعدون ياعلي , هل تذكرتها ياعلي ؟ !
جدتي ياعلي , كانت حاضرة لحظة اشتعال النار في دارك , حتى اني اكاد أن أرى آثار الحروق على كفيها !
وأحست لحظة اضطرام النار في صدرك ياعلي ..
جدتي ذابت فيك عشقاً ياعلي , عشقاً أفقدها صوابها , حتى اشركت بحبك !!
نعم اشركت في حبك ياعلي ..
ففي أيامها الأخيرة .. وضعت صورتك البهية أمامها , على الحائط المقابل ..وصارت تناجيك ليلها ونهارها ..
جده , منو ربچ ؟؟ أبو الحسن علي !
منو نبيچ ؟ أبو الحسن علي !
منو أمامچ ؟ أبو الحسن علي !
فكن شفيعها ياعلي ..
لقد جنت فيك جدتي ياعلي , وحين اسلمت الروح الى بارئها , وجدنا رسماً صغيراً لك ياعلي , ضمت عليه أصابع يدها اليمنى بقوة وأحتظنته بقوة !
احقاً كان رسماً ياعلي ؟؟ ! أم كنت انت ياعلي ؟!!