من صفات القيادة الإستراتيجية الكونية.
.. فَقَالَ لَهُ : أَوَ تُعْفِينِي مِنْ ذَلِكَ ؟، فَقَالَ : لَا أُعْفِيكَ . فَقَالَ : - كَانَ وَاللَّهِ بَعِيدَ الْمُدَى . - شَدِيدَ الْقُوَى . - يَقُولُ فَصْلًا . - وَيَحْكُمُ عَدْلًا . - يَتَفَجَّرُ الْعِلْمُ مِنْ جَوَانِبِهِ . - وَتَنْطِفُ الْحِكْمَةُ مِنْ نَوَاحِيهِ . - يَسْتَوْحِشُ مِنَ الدُّنْيَا وَزَهْرَتِهَا . - وَيَسْتَأْنِسُ بِاللَّيْلِ وَوَحْشَتِهِ . - كَانَ وَاللَّهِ غَزِيرَ الْعَبْرَةِ . - طَوِيلَ الْفِكْرَةِ . - يُقَلِّبُ كَفَّهُ . - وَيُخَاطِبُ نَفْسَهُ . - وَيُنَاجِي رَبَّهُ . - يُعْجِبُهُ مِنَ اللِّبَاسِ مَا خَشُنَ . - وَمِنَ الطَّعَامِ مَا جَشَبَ . - كَانَ وَاللَّهِ فِينَا كَأَحَدِنَا . - يُدْنِينَا إِذَا أَتَيْنَاهُ . - وَيُجِيبُنَا إِذَا سَأَلْنَاهُ . - وَكُنَّا مَعَ دُنُوِّهِ مِنَّا وَقُرْبِنَا مِنْهُ لَا نُكَلِّمُهُ لِهَيْبَتِهِ . - وَلَا نَرْفَعُ أَعْيُنَنَا إِلَيْهِ لِعَظَمَتِهِ . - فَإِنْ تَبَسَّمَ فَعَنْ مِثْلِ اللُّؤْلُؤِ الْمَنْظُومِ . - يُعَظِّمُ أَهْلَ الدِّينِ . - وَيُحِبُّ الْمَسَاكِينَ . - لَا يَطْمَعُ الْقَوِيُّ فِي بَاطِلِهِ . - وَلَا يَيْأَسُ الضَّعِيفَ مِنْ عَدْلِهِ . (وَأَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ مَوَاقِفِهِ ، وَقَدْ أَرْخَى اللَّيْلُ سُدُولَهُ ، وَغَارَتْ نُجُومُهُ ، وَهُوَ قَائِمٌ فِي مِحْرَابِهِ ، قَابِضٌ عَلَى لِحْيَتِهِ ، يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ ، وَيَبْكِي بُكَاءَ الْحَزِينِ ، فَكَأَنِّي الْآنَ أَسْمَعُهُ وَهُوَ يَقُولُ : يَا دُنْيَا ، يَا دُنْيَا ، أَبِي تَعَرَّضْتِ ؟ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ ؟ هَيْهَاتَ ، هَيْهَاتَ ، غُرِّي غَيْرِي ، لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ ، قَدْ أَبَنْتُكِ ثَلَاثاً لَا رَجْعَةَ لِي فِيهَا ، فَعُمُرُكِ قَصِيرٌ ، وَخَطَرُكِ يَسِيرٌ ، وَأَمَلُكِ حَقِيرٌ، آهِ آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ ، وَبُعْدِ السَّفَرِ ، وَوَحْشَةِ الطَّرِيقِ ، وَعِظَمِ الْمَوْرِدِ . ( أعظم الله لكم الأجر بفقدان أصل القيادة وأصولها).