قـبـسـات من حكم الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس)
لأنّ هذه العبوديّة في معناها الرفيع تشعره بأنّه يقف، وسائر القوى الأخرى الّتي يعايشها على صعيد واحد، أمام ربّ واحد. فليس من حقّ أيّ قوّة في الكون أن تتصرّف في مصيره، وتتحكّم في وجوده وحياته.
حينما تُتّخذ الدنيا طريقاً للآخرة أيْ أداة ينمّي الإنسان في إطار خيراتها وجوده الحقيقيّ وعلاقته بالله وسعيه المستمرّ نحو المطلَق في عمليّة البناء والإبداع والتجديد فإنّ الدنيا تتحوّل في هذه النظرة العظيمة من كونها مسرحاً للتنافس والتكالب على المال إلى مسرح للبناء الصالح والإبداع المستمر.
إنّ المعنى الحقيقي للإيمان ليس هو العقيدة المحنّطة في القلب بل الشعلة الّتي تتّقد وتشعّ بضوئها على الآخرين. والأمّة الإسلاميّّة مسؤولة خارجيّاً عن العالم كلّه بحكم كونها أمّةً وسطاً وشهيدة عليه.
ليس من الممكن أن نتصوّر تنازل الأئمّة عن الجانب السياسيّ إلّا إذا تنازلوا عن التشيّع.