نقد فلسفة شوبنهاور (الحلقة الحادية عشرة)

-شوبنهاور : التشاؤم هو أساس الحياة ؛ يعني الحياة مابيهه شيء يدعو إلى التفاؤل ، وهذا الشي يؤيده العقل والمنطق والتجربة ..
-النقد : انت مشتبه حجي شوبنهاور ، الحياة مو أساسهه التشاؤم ، والعقل والمنطق لايؤيد التشاؤم ، كل مابالموضوع إنو انت مريت بظروف صعبة خلتك تفكر بهاي الطريقة التشاؤمية ، بسبب الحروب اللي شهدتها أوروبا وماخلفته من كوارث ، وبسبب الفراغ اللي چنت عايش بيه حضرتك وماعندك لا شغل ومشغلة لأنو چان عندك خوش گشة ، فلم تضطر للعمل وخلصتهه فراغ بفراغ ، ولعل ميل كثير من الفلاسفة إلى الاكتئاب ناشيء من الفراغ اللي يعيشون بيه وعدم وجود حركة وعمل جسدي لديهم ، إذن فهاي الأسباب ربما هي اللي خلتك تفكر وتنظر للحياة بمثل هاي النظرة المتشائمة ..
-يعني قصدك إنو الحياة لا هي جميلة ولا هي قبيحة ، وإنما هي بحسب نظرة الشخص إلهه ؛ فإذا نظرت لها بعين الجمال رأيتها جميلة ، وإذا نظرت لها بعين القبح رأيتها قبيحة ، وحجي "شوبنهاور" كانت نظرته إلى الحياة ناشئة من عقده النفسية ، فشافهه قبيحة ، أليس كذلك ؟
-نعم ..
-شوبنهاور : النساء خادعات ماكرات ، وجمالهن مو حقيقي ، وإنما ناشيء من الغريزة الجنسية ؛ يعني لو مالغريزة الموجودة عند الرجال ، فأجمل امرأة مايشتريهه الرجل بفلسين ..
-النقد : انت مخطيء حجي في نظرتك للنساء بهاي النظرة الزبالة ؛ النساء من أجمل ماخلق الله وابدع ، ولا يمكن تصور معنى وطعم للحياة بدونهن ، فهن زهور الحياة ، وجمالهن حقيقي يعبر عن الجمال الالهي وقدرته على الإبداع ، فالنساء آية من آيات الله في الإبداع ، ولعل الذي جعلك تفكر هكذا ياشوبنهاور هو الصدمة اللي تسببت بيهه امك الك ، حيث أنها تركتك طفلا بعد أن مات والدك منتحرا ، وتوجهت لحياة الفسق والمجون ، ربما هذا الأمر هو اللي خلاك تكره وتحقد عليهن ، فالنساء بريئات مما وصفتهن بيه ..
-شوبنهاور : أن ماتثيره الإرادة فينا من رغبات دائما ينتهي بالفشل ، وحتى لو تحققت رغبة معينة ، فهمينه ماراح نشبع ؛ لانو اشباع رغبة واحدة راح يجر وراه رغبات جديدة أخرى تحتاج إلى اشباع ..
-النقد : وشنو المشكلة بهالشي ؟ ، بالعكس هوه هذا الصحيح ؛ لازم الإنسان يكون عنده طموح نحو التكامل والمعالي ، خلي تخلق عدنا الرغبة الواحدة رغبات أخرى ، وين المشكلة ؟ ان لذة الإنسان تكمن في الكفاح المستمر نحو المجد سواء نجح في هذا الكفاح أو أخفق ، نفس الكفاح هو سعادة وليس الوصول إلى الهدف ، الوصول إلى الهدف لا يجعلك سعيدا ، بل الطريق نحو الهدف هو منبع السعادة ، السعادة في طريق الرحلة أكبر من سعادة الوصول إلى المكان الذي ارتحلت اليه ..
-شوبنهاور : كلما ارتفع وعي الإنسان ارتفع وازداد ألمه وشقاؤه ..
النقد : صحيح ، بس لا تنسى رجاءا انو الإنسان الواعي تزداد لذاته أيضا ، فالإنسان الواعي صحيح الامه اعظم من الام الإنسان السطحي ؛ ولكن في نفس الوقت تكون لذته أكبر من لذة الإنسان السطحي ..
-شوبنهاور : الأصل في الحياة هو الألم ، واما اللذة فهي شيء سلبي ؛ أي أن اللذة ليس لها وجود حقيقي ، وإنما هي انعدام للألم ..
-النقد : انت مخطيء حجي ؛ فليست كل اللذائذ سلبية ، هواي عدنه لذائذ حقيقية وإيجابية ، مثل لذة تحصيل العلم ، ولذة امتلاك شيء لم يكن نمتلكه ، ولذة امتلاك الحكمة ، ولذة الحب ، وغيرها ..
-شوبنهاور : انا اشجع على الانتحار ؛ لانو الحياة تافهة ولاتستحق العيش ..
-النقد : لو كنت صادقا في ما تقول يا"شوبنهاور" فلماذا لم تنتحر انت ، وقد بلغت من العمر أكثر من سبعين عاما ؟!
-شوبنهاور : إرادة الحياة هي القوة الدافعة لهذا الوجود ؛ يعني كل كائن حي يريد ويرغب في البقاء حيا ، وهذا شيء فطري ..
-النقد : كلامك منقوض بالانتحار ؛ فلو كانت إرادة الحياة هي الدافع الحقيقي للوجود لما وجدنا انسانا يقدم على الانتحار ..
-شوبنهاور : إن النبوغ والعبقرية يرتبط عادة بالجنون ؛ يعني كل عبقري أو فيلسوف لازم يكون بيه خويط براسه أو شيء من الجنون ..
-النقد : ما رأيك بسقراط وافلاطون وارسطو واسبينوزا وبيكون وفولتير ونيوتن ودارون وغيرهم ، اكو واحد من هؤلاء العباقرة تكدر تجرؤ على وصفه بالجنون ؟!
والحمد لله ..
الفيلسوف_شوبنهاور ( الحلقة الحادية عشرة )
باسم_الشبلاوي