الحقيقة بين المطلق والنسبي

مهما كان السياق والمكان والزمان وبلا اي تناقض. ومثال على ذلك قولنا مثلا: لايوجد على الاطلاق دائرة مربعة او مربع دائري
اما الحقيقة النسبية فيقصد بها كون صدق المعلومة أو العبارة الاخلاقية بالاخص او المنطقية او غيرها، يعتمد على الظروف، او يعتمد على الزمن أو السياق .. بحيث تكون المعلومة أو العبارة صادقة في ظرف معين وخاطئة في ظرف اخر. مثال على ذلك ان نقول مثلا: ان الإقدام في المعركة هو شجاعة دائماً (لانه في بعض الظروف و الاحيان قد يحسب تهوراً يؤدي الى الهلاك وليس شجاعة).
و انطلاقا من أن الحقيقة مطلقة و مستقلة بذاتها من جهة، و نسبية و تابعة لغيرها من جهة أخرى، يبقى أن محورها الأساسي يحركه الإنسان، فهو الباحث عن الحقيقة مطلقة كانت أو نسبية، و لأنه في حد ذاته، كائن محدود القدرات بأدوات متفاوتة و متغيرة الأداء، خاصة الأدوات الحسية و التجارب الشعورية. فإذا أين هو الإنسان ذلك الكائن المحدود من الحقيقة المطلقة اللامحدودة. فالكائن النسبي و المقيد لا يمكنه إدراك المطلق، وحسب إيمانويل كانط أن العقل النظري لا قابلية له للبحث عن (وإدراك) الموجودات غير الحسية، على العكس من ادعاء علماء ما بعد الطبيعة الذين كانوا يفترضون قدرة العقل على الوصول إلى أسرار الحقيقة المطلقة، وقد استدل على ذلك بأن تركيب الذهن البشري بحيث لا يتمكن إطلاقاً من العمل خارج المجال الحسي، أو ظاهر الأشياء (فِنومن)، والتفكر فيها والاستدلال عليها، وإنما يستطيع الذهن العمل في مجال التجربة لا غير، وكان "كانط"، يعتقد أيضاً، أنه بالإضافة إلى عالم التجربة، أي العالم الظاهر، فإن هناك عالماً آخر، هو عالم الشيء في ذاته (نُومِن)
و في نفس السياق أكد الفيلسوف الإسلامي ابو حامد الغزالي الذي حاول أن يدلل على إخفاق العقل فى مجال الإلهيات، فبذل جهدا كبيرا فى تفنيد أراء الميتافيزيقيين وإثبات زيف اطروحاتهم.
و في الأخير تبقى مطلقية الحقيقة تبقى مطلبا يسعى الإنسان دوما إلى تحقيقه عبر الكثير من الحقائق النسبية التي يجتهد في تحسينها و تصحيحها،و مع كل إضافة فيها، يزيد اعتقاده بها و إيمانه بمشروعية السعي المستمر نحو المطلق